حكاية أبي (كهف الماضي والمستقبل)
كان يوجد داخلها كهف ليس بمخيف لدرجة أن يعجز المرء عن دخوله. ولكنه أيضاً ليس ودوداً يشجع المرء على دخوله، فمن يدخله لا بد أن يتحلى ببعض الصفات مثل الشجاعة. والإقدام، ويونس كان يتحلى بهذه الصفات من حسن الحظ، ومع الأسف. بعد عصر يوم في أحد أيام عام 2022 وبينما يونس يتجول في عطلة نهاية الأسبوع في هذه الغابة صادفه هذا الكهف الذي لم يلاحظ وجوده من قبل. هل يعقل أنه كان موجود بشكله المميز هذا ولم يلاحظه يونس أو غيره، إما هل يعقل أنه لم يكن موجود في الأصل وأصبح كذلك فجأة؟. كلا الاحتمالين لا يمكن تقبلهما بصدراً رحب، ولكن الاحتمال الأول مقبول أكثر منطقياً ونفسياً. دخل يونس الكهف وبمجرد أن وطئت قدميه أرضه لم يشعر بما كان يشعر به من قبل. بمعنى آخر تغير ما بداخله، وفي بقعة معينة من هذا الكهف بدأ خارج يونس يتغير أيضاً. حيث تغيير كل شيء من حوله، يونس فجاءة ليس في الكهف، ولا في الغابة. ويكاد يجزم أنه أيضاً ليس في بلده، ويؤكد أنه ليس في زمنه، يونس في مكان ليس بغريب، ولكنه كذلك ليس مؤلف. يونس ليس خائف، ولكنه ليس مطمئن، يونس تملكته مشاعر مختلطة غريبة يكاد يؤكد، أنه لم يشعر بهذه المشاعر من قبل. ولو كانت هذه المشاعر إنسانية وطبيعية، فيونس في هذه اللحظة ليس بإنسان وليس طبيعي. لعل السبب واضح وراء هذه المشاعر هو أن يونس ليس في زمنه، هو في زمن من عاشوا قبله بألف سنة. عاد يونس بالزمان إلى الوراء بالتحديد القرن الحادي عشر (1022) ميلادياً، بالطبع شكله غريب، ملابسه غريبة، لكنته مريبة، لا يفهمه أحد. ولا يرغب أحد بالأحرى في التعرف عليه أو التعامل معه. عودة يونس إلى ماضيه :تجول يونس لبعض الوقت في هذا الزمن الذي لا يعرفه فيه أحد، وهذه البلد التي لا يرغب أحد فيها في التعرف عليه. كان هذا مريح نوعاً ما، ولكن للأسف لا يمكن التعايش معه مع الأبد. وأخيراً تمكن يونس من إيجاد الكهف كأنه يقوده إليه، فرح يونس وظن أنه سوف يعود إلى حاضره. ومستقبل هؤلاء القوم، ودخل إلى الكهف، ولكن ما حدث هو أنه ذهب إلى مجهول أخر، ولكنه في المستقبل هذه المرة وليس في الحاضر. ذهب يونس إلى عام 3022 هل يمكن لعقل بشري أن يتخيل حتى كيف يمكن للمستقبل أن يكون بعض ألف سنة كاملة. لا أعتقد ذلك، وهذا صحيح، لأن يونس لم يتمكن من استجماع قوته، حتى يسرد مستقبل البشرية بعد ألف سنة بعد عودته. وبالطبع يتساءل البعض كيف عرفنا قصة يونس، والإجابة بسيطة. لقد حان الوقت ليعود إلى الماضي هذه المرة، وماضي يونس في هذه الحالة هو حاضره أي عام 2022 ميلادياً. عاد يونس إلى زمنه، وإلى بلده، وإلى بيته، وإلى عائلته، وأصدقائه ومدرسته. وكان معه فقط خوفه من المستقبل، وحنينه إلى الماضي، وحكايته التي رواها للكثيرين ولكن لم يصدقه إلا القليل. وأنا منهم ابنته أرويها لكم، وأسألكم هل يمكنكم أن تصدقون حكايته؟