الكلب الذكي
كان يا ما كان في قديم الزمان كان في أحد القرى صياد ماهر اعتاد كل يوم في الصباح الباكر أن يذهب إلى الشاطئ، حيث كان يصطاد مختلف أشكال وأنواع الأسماك اللذيذة والجميلة من البحر، وفي أحد الأيام قام هذا الصياد الماهر بشراء كلب صغير (جرو) وأخذه إلى منزله وكان يعتني به ويرعاه جيدًا وبشكل دائم.
فكان هذا الصياد كريم جدًا مع هذا الكلب الصغير (الجرو) فكان يقدم له الطعام والماء، وكان ينظفه بشكل دائم، وكان يعلمه رياضات وأنشطة مسلية حتى يمارسها هذا الكلب، وكان يشعر هذا الصياد الماهر بالاستمتاع عندما يرى كلبه الصغير الذي رباه واعتنى به، وبقي الصياد يراقب الكلب الصغير ويلاحظ ذكاء هذا الكلب يومًا بعد يوم، فقرر في أحد الأيام أن يصطحب كلبه الصغير الذكي أثناء رحلته إلى الشاطئ.
وكان يرغب بأن يرافقه كلبه حتى يتسلى معه ومن جهةٍ أخرى يمكن لهذا الصياد أن يعتمد على كلبه الذكي بإتمام بعض أعماله ومساعدته وهذه الأمور تيسر عليه الكثير من المشاق، وفعلًا أخذ الصياد الماهر كلبه في الصباح الباكر وذهبا إلى الشاطئ معًا، وكانا يذهبان يوميًا إلى الشاطئ وكانا يمكثان بعض الوقت ثم يعودان إلى البيت واستمر الوضع على هذا النحو لفترة طويلة.
وفي يوم من الأيام كان الصياد الماهر مشغول جدًا ولا بد وأن يذهب ليقضي أمرًا هامًا بعد الصيد مباشرة، ففكر الصياد ماذا سيفعل؟ فقد قام بصيد الأسماك وقد تأخر الوقت للغاية، ففكر هذا الصياد الماهر وقال في قرارة نفسه: ماذا لو اعتمدت على الكلب الذي لهذا اليوم فمنها أذهب إلى حيث أريد ومنها أختبر ذكاء الكلب الصغير، فدعنا نجرب.
ثم أحضر الصياد الماهر على الفور منديل كبير الحجم مصنوع من القماش وفرده على الأرض ووضع فيه الأسماك المختلفة والمتنوعة التي قام بصيدها، وبعد أن انتهى الصياد من وضع جميع الأسماك على المنديل التي اصطادها في هذا اليوم، فقام بعقد أطراف المنديل بإحكام وأمسك المنديل المليء بالأسماك وأشار إلى كلبه الصغير الذكي أن يأخذ منه المنديل المليء بالسمك ويأخذه بسرعة إلى المنزل ويعود إليه عندما ينتهي من مهمته التي وكله بها، وأوصى الصياد كلبه الصغير أن يحرص على نفسه وعلى الأسماك جيدًا، وأخذ الكلب الصغير السمك وذهب بها مسرعًا إلى البيت ولكنه وهو مسرعًا في طريقه وجد أن الأسماك لا زالت حبة وتتخبط بالمنديل حتى انفك المنديل وتساقط السمك منه ولم يتبقى أية سمكة داخل المنديل.
فأسرع الكلب ليجمع الأسماك ويضعها في المنديل مجددًا ولكنه كلما وضع سمكة في المنديل خرجت مسرعة فقام الكلب بضربها على رأسها حتى لا تتحرك، حتى شاهده الناس فأقبلوا عليه وربطوا له المنديل وأخذ الكلب الصغير المنديل المليء بالأسماك مرة أخرى وهو يركض بسرعة حتى وصل إلى المنزل وجميع الأسماك في ذلك المنديل.