الكتكوت المتكبر
ان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك كتكوت شقي ومغرور ومتكبر كان اسمه صوصو، فالبرغم من سنه الصغير إلا أنه بعكس أخوانه فكان صوصو لا يحب البقاء في بيت القن الجميل الذي تعيش فيه عائلته، وكانت أمه تحذره دائمًا من الخروج وحده حتى لا يؤذيه أحد من الطيور الكبيرة أو الحيوانات، وفي يوم من الأيام غافل صوصو أمه وخرج وحده من القن وقال: إنني صغير وضعيف لكنني سأثبت لأمي أنني جريء وشجاع، وقابل صوصو وهو في طريقة وزة كبيرة الحجم، ووقف أمامها دون أن يتحرك، فمدت الوزة رقبتها وقالت: كاك كاك كاك، وقال لها صوصو: أنا لا أخاف منكِ أيتها الإوزة وأكمل سيره، وأثناء سيره في الطريق وجد صوصو كلبًا فوقف صوصو متجمدًا مكانه لا يتحرك، ثم مد الكلب رأسه ونبح بصوت مرتفع وقال: هووو هوووو، ثم التفت إليه صوصو وقال له أنا لست خائفًا منك، ثم أكمل طريقة فوجد وهو يسير حمارًا فقال صوصو للحمار: صحيح أنك أكبر حجمًا من الكلب لكنني لست خائفًا منك، فنهق الحمار وقال: هاااء هاااء هاااء، وترك الحمار صوصو وذهب عنه، ثم رأى صوصو جملًا، فناداه صوصو بصوت مرتفع وقال له: أيها الجمل إنك أكبر حجمًا من الإوزة والكلب والحمار ولكني لست خائفًا منك، وأصيب صوصو بالغرور واغتر بنفسه وسار وهو مسرور لأنه كان فرحًا بشجاعته وجرأته فجميع الحيوانات والطيور التي قابلها أثناء سيره لم تؤذيه وانصرفت فلعل السبب بأن هذه الحيوانات خافت من شجاعته، وأثناء سيره وهو فرحًا ومغرورًا مر صوصو ببيت نحل، فدخل لبيت النحل وهو مطمئن وثابت دون خوف ولكنه سمع طنين مزعج وهالت عليه نحلة صغيرة ولسعته بإبرة في رأسه فركض مسرعًا وهاربًا وهي تلحق به حتى وصل لمنزله وأغلق على نفسه الباب، ووجد رأسه متورم وأصبح رأسه أكبر من جسده، فقالت له أمه: لا بد أن الحيوانات الكبيرة أخافتك، فقال لها وهو يلهث: لقد تحديث جميع الحيوانات والطيور الكبار وجاءت نحلة صغيرة الحجم علمتني قدر نفسي.