قصة الفراشة الحزينة
جلست الجدة سعاد ومن حولها احفادها ، وكانت تتحدث معهم عن أحوالهم وما فعلوه اليوم في الحديقة عندما ذهبوا في الرحلة المدرسية مع أصدقائهم ، كان الاطفال سعداء جدا ويحكون للجدة ما حدث معهم وما فعلوه وكانت هي تستمع لهم وهي تبتسم ،فحكى كل طفل ما شاهده وما فعله ، فمنهم من لعب بالكرة مع أصحابه ومنهم جلس على العشب الأخضر ، وهنا قالت سلمى بفرح كبير ، انتظر. يا جدتي سوف اريك ما جلبته اليوم من الحديقة ، وهنا قال مروان بحزن ، لقد شاهدتك يا سلمى وما فعلته ليس صحيح وسوف يعاقبك الله ، فقالت سلمى بتحدى ، وما دخلك انت يا مروان فأنا لم افعل شيء خاطىء ليعاقبني الله ليس لك دخل ، نظرت الجدة لهما وهي لا تفهم شىء فقالت لمروان ، لا تقول لأختك هذا يا مروان فالله وحدة هو من يعاقب يا بني، فقال مروان بحزن ، اسمعى منها ماذا فعلت يا جدتي وبعدها احكمي .
نظرت الجدة للفتاة حتى تتحدث ، ولكنها ذهبت إلى غرفتها واحضرت علبة من الزجاج الصغيرة وكان بداخلها فراشة جميلة جدا ذات ألوان براقة اصفر واسود وبرتقالي واجنحتها راءعة الجمال سبحان من خلقها وأبدع في صنعها ، ولكن الفراشة كانت عيونها حزينه ، تحاول الخروج من العلبة ولا تستطيع فعل شيء فلا حول لها ولا قوة .
نظرت الجدة إلى حفيدتها الصغيرة ، لعلها تفسر ما هذا ولما تحبس الفراش يا ترى ،قالت سلمى انظري يا جدتي سعاد ، ما اجمل الوان الفراشة لقد سميتها لوله واحضرتها اليوم من الحديقة ، كانت ترفرف وتطير فوق الأغصان والورود وعندما وقفت على الوردة الحمراء امسكتها يا جدتي ، وهنا تدخل مروان بعيد قاءلا ، الا ترين كم هي حزينة يا سلمى ، تضايقت سلمى من حديث أخيها وقالت , لا هي ليست حزينة ابدا فلا دخل لك بالامر .
قالت الجدة
يا سلمى احضري لي الصندوق الكبير الذي احصرنا فيه الغسالة الجديدة من فضلك ، لم تسأل الفتاة الجدة ولكنها ذهبت واحضرت الصندوق كما طلبت وكانت الام مازالت تحتفظ به ولم ترميه بعد ، قالت الجدة هيا يا سلمى ادخل داخل الصندوق يا صغيرتي ، فقالت لماذا يا جدتي فقالت الجدة وهي تضحك ، حتى تشعرين بمثل ما تشعر به تلك الفراشة صديقتك لوله إن شعرت بالسعادة داخل الصندوق ، ستكون صديقتك سعيدة أيضا هيا يا سلمى ، دخلت سلمى ولكن بعد أن أصرت على أخذ لوله الفراشة في صندوقها الزجاجة معها ، وتقامت الجدة بعمل ثقوف في الصندوق الورقي حتى تستطيع الفتاة التنفس ، وحتى ترى إخوتها وهم يلعبون ويمرحون بحريتهم في الخارج .
وهنا دخلت سلمى ، وبعد نصف ساعة شعرت بالملل الكبير ، فهي لا تستطيع اللعب براحتها مع إخوتها وفعل ما تريد ، ولكنها حبيسة الصندوق فأخذت تبكي بصوت عالي بحزن وتريد الخروج ، فاخرجتها الجدة وقالت لها ، ماذا حدث يا صغيرتي لما انت حزينه ، قالت الطفلة لقد شعرت بما شعرت به لوله يا جدتي لقد حرمتها من حريتها وحياتها وسط الطبيعة ، انا آسفة جدا وهنا قال مروان ، الم أقل لك يا سلمى .
ردت عليه قائله ، صدقت يا اخي لقد كنت مخطءة حقا وسوف اعيد الفراشة لحياتها في الحديقة ، ولكن كيف ،قالت الجدة عندما يعود والدك من العمل سوف اطلب منه اخذك إلى الحديقة وترك لوله هناك يا صغيرتي ، فرحت الفتاة جدا وعندما عاد الاب ذهب معها وقامت بترك الفراشة هناك وكانت سعيدة جدا بالتحرر ، وبعدها قال الاب افردى ذراعك يا سلمى ففعلت وهنا عادت لوله لتقف على يديها بسعادة ، وبعدها تركتها تطير وترفرف وكانت سعيدة جدا