قصة ريحان ودهمان
كثيرا مانحاول أن نعلم أبنائنا ان الإهتمام بالمظاهر ليس شيئاً مهماً على الإطلاق وأن الإنسان يكون بأخلاقه وبعلمه وليس بملابسه إذا كانت قديمة أو جديدة فكم من إنسان كان يلبس الحرير ويظهر بأحسن المظاهر ولكن أخلاقه كانت منعدمة لم يستطع سوى ستر جسده بأقمشة بالية ولكنه خير مثل في الأخلاق والمثل وقصتنا اليوم تعلمنا درساً مهماً بأن المظاهر دائمً ما تكون خداعة .
بقلم ابتسام احمد
في قرية من القرى الريفية وفي يوم مشمس وجميل كان صديقنا ريحان نائم في فراشه ومن صفات ريحان أن إيقاظه شئ مستحيل فكان لديه كلب يرافقه دائماً في كل أماكنه وكان من مهمة هذا الكلب هي إيقاظ ريحان كل يوم في الصباح فيقوم بكل الأفعال الممكنة حتى يستيقظ ريحان وفي هذا اليوم نهض ريحان من فراشة واصطحب كلبه معاه كعادة كل يوم ليذهب إلى عمله ولكنه كان نائماً طوال الطريق فما إن وجد الكلب بئر من الماء فملأ منه وعاء وقام بإلقائه على وجه ريحان حتى بفيق وبالفعل فاق ريحان واستكمل طريقه في المشي حتى وصل إلى مكان عمله فكان يعمل بسقاية العنب وجمع المحاصيل أما في وقت الراحة فيأخذ بعض العنب ويعطيها لكلبه .
وفي نفس القرية كان هناك رجل غني من كبار رجال القرية ومن المقربين إلى حاكم القرية وكان يوكله دائما بجمع الضرائب من العمال و الفلاحين وفي هذا اليوم كان يمر هذا الرجل المدعو دهمان وهو متباهياً بنفسه ويمطي حصانه وبجانبه احد حراسه فإن اليوم هو عيد ميلاده وما إن رآه الفلاحون حتى جروا عليه وقبلوا يديه وهنوه بعيد ميلادهودعاهم دهمان الى حفلة عيد ميلاده في المساء فقبلوا دعوته وما إن مر من أمامهم حتى ظهر كرهه على وجوههم فقد كانوا ينافقوه دائماً وفي طريقه وجد ريحان مستلقي على الارض في وقت راحته فما إن رآه حتى أمر حارسه بأن يضربه لكي يفيق فضربه الحارس ففزع ريحان وهم نشطاً عندما رآه فدعاه دهمان إلى حفلة عيد ميلاده في المساء في منزله .
عيد ميلاد دهمان
وما أن حل المساء حتى حتى خرج دهمان بملابس العمل واتجه نحو منزل دهمان فرآه أحد اصدقائه بهذه الهيئة فقال له أين تذهب يا دهمان فأخبره بدعوته إلي عيد ميلاد دهمان في منزله فتعجب صديقه كيف له أن يذهب بملابس العمل لدهمان فهو رجل يهتم بالمظاهر ولن يوافق على وجوده بهذه الهيئة أبداً فرفض دهمان أن يغير ملابسه وذهب بنفس الملابس إلى عيد الميلاد وما إن رأه دهمان حتى فزع من منظره فكيف يجرؤ على الحضور بهذا الزي الى عيد ميلاده وهمس في أذن أحد حراسه أن يأمر كل المدعويين بعدم التعامل أو الكلام معه وكانت اوامره لآبد لها أن تنفذ فكان كلما يقترب ريحان من أحد المدعويين أو السلام عليه يرفض أن يكلمه ويهرب منه فتعجب ريحان لهذا ولم يفهم السبب وعندما جاء وقت الطعام جلس الجميع على الطاولة ما عدا ريحان فلم يجد لنفسه مكان معهم ووحد الجميع ينظر إلى ملابسه فأدرك على الفور أن الظاهر لم يعجبهم.
درس ريحان
فذهب فوراً إلى منزله وغير ملابسه وارتدى ملابس جديدة جداً وذهب إلى منزل دهمان فانذهش الجميع من جمال ملابسه كما أعجب دهمان نفسه بهذه الملابس وسرعان ما أمر أحد حراسه بأن يأتي له بكرسي لكي يجلس وعندما جلس أمام الطعام أخذ جزءاً من كل نوع من الاطعمة وبدأ يضعه في ملابسه حتى امتلأت كلها فتعجب الجميع من فعله فسأله دهمان ماذا تفعل فقال له إنه ظن أنه يدعوا ملابسه لعيد الميلاد وليس هو وأنه حزن حزناً شديداً عندما رأه بملابس قديمة ولذلك فهو يطعم ملابسه الأن حتى لا يحزن منه وغادر ريحان المنزل بعد أن أعطى الجميع درساً فقد اعطاهم درساً فكيفية احترام مظاهر الغير وأن المظاهر دائما خداعة وأن المرء يستطيع دائماً ان يكون مظهره جميل وجذاب ولكن نادراً مايستطيع أن يكون حسن الخُلق ايضاً .