قصة الملك والأمراء الثلاثة
كان هناك ملك عادل يحكم مملكة بعيدة وكان لهذا الملك زوجة جميلة وثلاث أبناء ولدان وبنت، وكان يحبهم حبا شديدا وكان لهذا الملك اخت ملك تصغره في السن وتعيش معه هو وزوجته وأولاده الأمراء الثلاثة، بعد فترة توفيت الملكة زوجة الملك فحزن عليها الملك حزنا شديدا لأنه كان يحبها بشدة وحزن أيضا على أطفاله الصغار الذين فقدوا حنان والدتهم.
لذا قرر الملك أن يعوض الأميرين والأميرة الصغيرة عن حنان والدتهم بأن يرعاهم وحبهم ويهتم بشئونهم أكثر من ذي قبل، كان الملك دائم السؤال عن أبنائه الثلاثة وكان لا يأكل إلا إذا جلسوا معه على مائدة الطعام وأكلوا معه وكان دائما ما يوصي الخدم عليهم لكي يرعوهم ويهتموا بهم.
بسبب كل هذا الإهتمام شعرت الأميرة الأخت بالغيرة من أبناء أخيها فقررت التخلص منهم بأي طريقة، وانتظرت اخت الملك إلى أن خرج الملك خارج البلاد في إحدى رحلاته وقررت التخلص من الأميرين وأختهم الأميرة الصغيرة، وفي يوم وجدت أخت الملك أبناء أخيها الثلاثة يلعبون في إحدى حدائق القصر الواسعة والخدم كانوا غافلين عنهم.
ذهبت أخت الملك لأبناء أخيها الثلاثة وقالت لهم لما لا تأتون معي يا صغاري في رحلة جميلة إلى الغابة لنشاهد الحيوانات والطيور الجميلة ولكي نلعب مع الجنيات والحوريات الصغار، فرح الأطفال كيثرا فهم نادرا ما يخرجون من القصر ولم يسبق لهم من قبل زيارة الغابة وهذه هي أول مرة يخرجون مع عمتهم الأميرة.
وبالفعل أخذت أخت الملك الأميرين وأختهم الأميرة الصغيرة معها إلى الغابة في حين غفلة من الخدم والحراس وتوغلت بهم في داخل الغابة لمسافات طويلة، وكان الأطفال يشعرون بالفرح والسعادة في الغابة بسبب رؤيتهم للحيوانات والطيور، وبعد أن ابتعدوا عن القصر بمسافة بعيدة جدا قالت لهم عمتهم يا أطفالي لما لا تستريحون تحت هذه الشجرة الكبيرة قليلا وأنا سأحرسكم، وبعد استيقظاكم سيأتي الجنيات الموجودات في الغابة لكي يلعبوا معكم، استمع الأطفال لكلام عمتهم وناموا تحت الشجرة العملاقة.
انتظرت اخت الملك إلى أن غط الأطفال في النوم العميق وتركتهم وسط الغابة وعادت إلى القصر دون أن يلحظ أي أحد غيابها، رجع الملك من رحلته في نفس اليوم وجلس على مائدة الطعام وطلب من الخدم أن يحضروا أبنائه كي يأكلوا معه، ذهب الخدم للبحث عن الأمراء لكنهم لم يجدوا لهم أي أثر مما أثارة قلق الملك فأمر الجميع بالبحث عنهم في كل مكان لكن لم يجدوا لهم أي أثر.
كل هذا وأخت الملك كانت تشاهد ما يحدث في صمت بل كانت تبحث معهم عن ابناء أخيها لكي تبعد الشبهات عن نفسها، ومرة أكثر من يوم ولم يجدوا الأطفال الثلاثة، خرج الملك وأخذ حصانه ومشي شريدا بسبب حزنه على أطفاله، اخذ الحصان الملك إلى داخل الغابة وكان الملك شارد الزهن ولم ينتبه إلى الطريق، لكنه بالصدفة سمع صوت ضحكات ثلاث أطفال فعرفهم فورا هذه الضحكات تخص أطفاله الثلاثة، أسرع الملك لمكان الصوت فوجد أطفاله يلعبون مع مجموعة من الأرانب الصغار، فرح الملك واحتضن أطفاله وعرف منهم ما حدث، فعاد بهم إلى القصر وقام بطرد الأميرة الشريرة خارج القصر والبلاد وعاش هو وابنائه في سعادة وهناء.