قصة المطاردة ج2 والنهاية

0

علي لم يكن لديه خيار سوى الاستمرار في القيادة بسرعة عالية، والتفاف على السيارات والمشاة الآخرين. كان يأمل أن يجد شرطياً أو نقطة تفتيش أو أي شيء يمكنه من التوقف والحصول على المساعدة. لكنه لم يرى شيئاً من هذا القبيل. بدلاً من ذلك، رأى شيئاً أسوأ.

في نهاية الشارع، كان هناك حائط كبير من الخرسانة، يفصل بين الشارع ومنطقة صناعية. لم يكن هناك أي مخرج أو ممر. كان علي محاصراً.

“هذه نهايتي” قال علي لنفسه.

ولكن في ذلك الوقت، جاءت له فكرة جريئة ومجنونة. رأى حافلة صغيرة تقف بجانب الحائط، تحمل على سطحها دراجات نارية. قرر أن يستخدمها كمنصة للقفز فوق الحائط، والهروب من المطاردين.

 

دفع دواسة البنزين بأقصى قوتها، وصدم الحافلة بالجانب الخلفي من سيارته. شعر بالصدمة في جسده، ولكنه استطاع أن يحافظ على توازنه. رأى الدراجات النارية تتطاير في الهواء، وسمع صوت انفجارات وزجاج مكسور. لكنه لم يلتفت إلى ذلك. كان يركز على الحائط.

“أتمنى أن تكون هذه فكرة جيدة” قال علي.

ثم رفع رأسه، وشد حزام الأمان، وضغط على زر فتح الزجاج الأمامي. ثم قفز من سيارته، وحلق في الهواء.

“آآآآآآآآآآآآآآآ” صرخ علي.

وصل إلى قمة قوسه، وشعر بالبرودة في وجهه. نظر إلى أسفل، ورأى سيارته تصطدم بالحائط، وتشتعل في نيران هائلة. رأى أيضاً السيارة السوداء تتوقف خلفه، والرجل ذو البندقية يخرج منها، ويستهدفه بالرصاص.

“لا تضرب” تضرع علي.

ولكن لحسن حظه، كان بعيداً جداً عن مدى البندقية. لم تصبه أي رصاصة. بدلاً من ذلك، سقط علي على سطح مصنع مهجور، مليء بالصناديق والأنابيب والآلات القديمة. شعر بالألم في جسده، ولكنه كان على قيد الحياة. نهض بصعوبة، وبحث عن مخرج. رأى باباً مغلقاً بسلسلة وقفل. ركض نحوه، وحاول كسره بقوة. لكنه لم يفلح.

“عليك أن تجد شيئاً حاداً” قال لنفسه.

تذكر أنه رأى دراجات نارية تتطاير في الهواء عندما صدم الحافلة. ربما كانت إحداها قد سقطت على سطح المصنع. رجع إلى حافة السطح، ونظر إلى أسفل. رأى دراجة نارية حمراء تقع على الأرض، بجانب حطام سيارته. كانت تبدو سليمة نسبياً.

“هذه فرصتي” قال علي.

ثم نزل من السطح بواسطة أحد الأنابيب، ووصل إلى الأرض. ركض نحو الدراجة النارية، ورفعها. كانت ثقيلة، لكنه استطاع أن يشغلها. ثم ركب عليها، وانطلق بسرعة.

“أين أذهب؟” تساءل علي.

نظر حوله، ورأى أن المنطقة الصناعية كانت خالية من الناس والسيارات. لم يكن هناك أي علامات أو لوحات تدل على الاتجاهات. كان مفقوداً.

“عليك أن تجد طريقاً إلى المدينة” قال لنفسه.

ثم رأى شيئاً يلمع في جيبه. كان هاتفه. تذكر أنه كان يستخدمه قبل أن يخرج من البنك، وأنه نسي أن يضعه في حقيبته. فتحه، وشاهد شعار خدمة التوجيه على الشاشة.

“شكراً يا خدمة التوجيه” قال علي.

ثم استخدم التطبيق لتحديد موقعه، والعثور على طريق إلى المدينة. ثم اتصل بالشرطة، وأخبرهم بما حدث له، وطلب المساعدة.

“لا تقلق، سوف نأتي إليك” قال صوت الشرطي.

“شكراً جزيلاً” قال علي.

ثم استمر في القيادة، والابتعاد عن المطاردين. شعر بالارتياح والأمان.

كان قد نجا من الموت بأعجوبة. بعد عدة دقائق، رأى سيارات الشرطة تصل إلى المكان. نزل من الدراجة النارية، وذهب نحوهم. رحبوا به، وسألوه عن تفاصيل ما حدث. علي أخبرهم بكل شيء، وأشار إلى السيارة السوداء التي كانت تلاحقه. رأى الشرطة تقبض على الرجل ذو البندقية، ويخرجونه من السيارة.

“من هو هذا؟” سأل علي.

“هو أحد أفراد عصابة متخصصة في سرقة البنوك والخزائن” قال أحد الشرطيين. “كان يراقبك منذ فترة، ويعرف أنك تعمل في البنك. كان يخطط لخطفك وإجبارك على فتح الخزنة له. لكنه لم يتوقع أن تهرب منه بهذه الطريقة.”

“الحمد لله” قال علي.

“نعم، كنت شجاعاً جداً” قال الشرطي. “ولكن كيف استطعت أن تفعل ذلك؟ كيف استخدمت الحافلة والدراجة النارية؟”

“أنا لا أعرف” قال علي. “كانت فطرتي تقودني. وأيضاً هاتفي.”

“هاتفك؟” سأل الشرطي.

“نعم، هاتفي” قال علي. “إنه يحتوي على تطبيق رائع للتوجيه. ساعدني في العثور على طريق إلى المدينة.”

“أرني” قال الشرطي.

علي أعطاه هاتفه، وأظهر له التطبيق.

“هذا مدهش” قال الشرطي. “ما اسم هذا التطبيق؟”

“اسمه خدمة التوجيه” قال علي.

“خدمة التوجيه” قال الشرطي. “لم أسمع بها من قبل. هل هي جديدة؟”

“نعم، إنها جديدة” قال علي. “وهي مجانية وسهلة الاستخدام. وهي تعطيك أفضل الطرق والمسافات والزمن. وتحذرك من الازدحامات والحوادث والأخطار.”

“واو، هذا رائع” قال الشرطي. “أنا سأحملها على هاتفي. شكراً لك على المعلومة.”

“عفواً” قال علي.

ثم أعاد الشرطي له هاتفه، وقال له:

“أنت بخير الآن. لقد ألقينا القبض على المجرمين، وسوف نحقق معهم. وسوف نرافقك إلى المنزل، ونتأكد من سلامتك.”

“شكراً لكم على كل شيء” قال علي.

“لا شكر على واجب” قال الشرطي. “هذا عملنا. وأنت أيضاً تستحق الشكر على شجاعتك وذكائك.”

“شكراً” قال علي.

ثم ركب علي في سيارة الشرطة، وغادروا المنطقة الصناعية. نظر إلى خلفه، ورأى السيارة السوداء تحترق في النار. ثم نظر إلى أمامه، ورأى المدينة تتلألأ في الضوء. ثم نظر إلى هاتفه، وابتسم.

“شكراً يا خدمة التوجيه” قال علي.

وهذه هي نهاية القصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *