قصة القرد ميمون
نقدم لكم هذه القصة من موقع قصص قصة هادفة للأطفال الصغار بعنوان القرد ميمون يتعلم منها الطفل أن يحمد الله على ما أعطاه ويرضى ويتعلم ألا يسخر من أحد خلقه الله مختلف عنه، نتمني ان تستمتعوا بقراءة هذه القصة الرائعة وللمزيد تابعوا موقعنا وقصصنا اليوميه.
لد القرد الصغير ميمون في الغابة الكبيرة ، المليئة بالأشجار العالية والزهور العديدة والحيوانات المختلفة ، في بيت القرود، كان ميمون قردا جميلا ومميزا ويتمتع بذكاء شديد منذ الصغر ولكنه ولد بدون ذيل كبقية القرود فكان غريبا وسطهم مختلفا.
وعندما كبر ميمون قليلا بدئت القرود الصغيرة تنفر منه وتبتعد عنه ، ولا تريد اللعب معه لأنه لا يمتلك ذيل طويل ليلعب معهم بيه ويمسك بأغصان الشجر، ويتأرجح معهم بذيله فهذه هي عادة القرود المفضلة حتى إخوته كانوا يرفضون اللعب معه ويضحكون عليه باستمرار قائلين: أين ذيلك يا ميمون لتلعب بيه معنا هل اكله الذئب ؟
وبعدها يضحكون بصوت عالي فيذهب ميمون حزين يبكي إلى أمه ، ويشتكي لها من أخواته وأصدقائه وهنا تنظر له الأم بحنان قائله :احمد ربك يا ميمون فهكذا خلقك الله يا ولدي فلا تعترض واذكر النعم الكثيرة التي انعم الله عليك بيها ، فتشير الأم إلى جسد ميمون مكملة :احمد ربك بأنك لست مريضا وتتمتع بصحة جيدة وعندك عينيك ولسانك وفمك وأذنك ويديك وقدميك وجسدك وكل شيء أعطاه الله لك يا ميمون فيرد ميمون بحزن: ولماذا لم يعطني الله ذيلا يا أمي كباقي القرود ؟
فتهز الأم رأسها بحزن :ربما الله منع عنك شيء يا ميمون ، ولكنه عوضك بشيء أخر فأنت أذكى القرود بالغابة وأسرعها يا بني فمن بالغابة أسرع منك بالركض حتى أنك أسرع من الغزالة ” غزوله ” فلقد فزت عليها بسباق الركض هذا العام ، وبعدها جمعت الأم كل أخوات القرد ميمون وأصدقائه ثم قالت لهم بحزم :من العيب يا صغار أن نسخر من أحد خلقه الله عز وجل وحرمه من شيء من نعمه ، لسبب فلا يحق لنا أن نسخر منه فربما أخذ الله منكم تلك النعمة لتعرفوا شعوره حينما تسخرون منه أيتها القرود الصغيرة .
وهنا اعتذرت القرود إلى ميمون قائلين:نحن آسفين يا ميمون لن نسحر منك ولن نرفض أن تشاركنا اللعب مرة أخرى ، فنرجو أن تسامحنا وتأتي لتلعب معنا ولكن ميمون رفض أن يقبل اعتذار أصدقائه وأخوته ولم يقتنع بكلام أمه وترك أصدقائه ، وقرر بأنه لابد أن يكون له ذيلا طويل وسيكون اكبر واجمل ذيل في الغابة كلها وسوف يسخر من جميع القرود ، ويفتخر بذيله الطويل أمام الجميع .
خرج ميمون من المنزل بعد أن قرر أن يذهب إلى ساحر الغابة الفيل فلفول ويطلب منه أن يعطيه ذيلا طويلا وفي أثناء ذهابه إلى أقصى الغابة حيث بيت الفيل فلفول قابل ميمون صديقته الصغيرة القطه مرمر فقالت مرمر متسائلة: إلى أين تذهب يا ميمون بمفردك في هذا الوقت فرد ميمون: إني ذاهب إلى بيت الفيل فلفول يا مرمر ليعطيني اكبر وأجمل ذيل بالغابة.
فردت مرمر بغضب: ولكنك مخطئ يا ميمون فلابد أن ترضى بما كتبه الله لك فأنت أذكى وأسرع الحيوانات بالغابة ، لم يرد عليها ميمون بل نظر إليها بغضب وتركها ورحل مكملا طريقة إلى بيت الساحر العجوز فلفول فلقد اشتهر الساحر بقدرته على تحقيق كل الامنيات للحيوانات وبعد أن سار كثيرا وشعر بالتعب والعطش والجوع نظر أمامه فوجد منزل الساحر العجوز الفيل فلفول وسط الاشجار المتداخلة فرح ميمون كثيرا.
دخل المنزل بعد أن استأذن بالدخول وهنا شاهد أمامه اغرب شيء بالكون لقد وجد أمامه فيل صغير قزم اصغر من حجمه هو بكثير ، تعجب ميمون واندهش وهمس لنفسه قائلا: كيف يكون هذا هو اعظم ساحر في الغابة الفيل، فلقد سمعت عنه الكثير والكثير من المغامرات والحكايات الكثيرة ، فكيف يترك نفسه قزما صغيرا وهو باستطاعته أن يكون أضخم الأفيال بالغابة ان استخدم سحره ، ابتسم الساحر العجوز فلقد فهم ما يفكر فيه ميمون ثم قال: لا تتعجب يا بني من شكلي فلقد خلقني الله قزما صغيرا وميزني بالعلم عن باقي الحيوانات بالغابة وأنا راضي بكل شيء الحمد لله .
ولكن ميمون لم يعجبه هذا الكلام فقال :أنت حر أيها الفيل في نفسك ولك ما تريد واختيار حياتك والصورة التي ترضى ان تكون عليها ولكني أريد التغير ولا اقبل بصورتي هكذا ، لا أريد أن أكون قردا بلا ذيل بل أريد أجمل ذيل بالغابة وأطول ذيل لأجمل الحيوانات حتى لا يسخر منى أحدا مرة أخرى ، وهنا نظر له الفيل العجوز وهز رأسه قائلا: سوف أنفذ ما تريد أيها الصغير سوف أعطيك بعض الأعشاب لتدهنا مكان الذيل وسوف ينبت الذيل ويصبح كذيل الثعالب ناعم ومليء بالفرو وطويل ولكنه لأسبوع واحد.
سيظل الذيل بجسدك أسبوع فقط وبعدها تعود من جديد بلا ذيل اتفقنا أيها القرد ميمون غضب ميمون من الفيل واخذ يقفز الى اعلى واسفل قائلا: ولكنني أريد الذيل مدى الحياة يلازمني أيها الساحر وأعيش بيه وليس أسبوع وحيدا فقط ابتسم الفيل الساحر الحكيم قائلا :جربه أولا يا بني وان أعجبك أعطيتك عشب أخر بعد أسبوع ، ليصيح الذيل لك باستمرار ومدى الحياة فما رأيك؟؟
هز ميمون رأسه بالموافقة واخذ العشب ودهنه مكان الذيل ، وبعد دقائق نبت له ذيلا طويلا ناعما وجميلا كذيل الثعالب فرح ميمون بالذيل الجديد واخذ يفز لأعلى واسفل من الفرحة وأسرع يجري ليغيظ أصدقائه ونسى أن يشكر الفيل فلفول.
ذهب ميمون يتمشى بفخر وكبرياء بذيله الجديد فقابل صديقته الصغيرة القطة مرمر فنظرت له بتعجب وفرح قائله: ما أجمل ذيلك يا ميمون فكيف حصلت عليه يا صديقي العزيز، ولكنه نظر لها بتكبر ورحل ، ولم يرد عليها فأخذت مرمر تبكي بحزن فكيف لصديقها أن يفعل بها هذا فهي لم تفعل له شيء ، ذهب ميمون بتكبر وغرور رافعا ذيله عاليا يتمشى في الغابة، وهنا شاهد ذيله من بعيد احد الصيادين الذين يصطادون الثعالب ليبيعوا فرائها وذيولها فهي باهظة الثمن وسعرها غالي وظن الصياد القرد ميمون احد الثعالب من بعيد فلم ، يرى ألا ذيله الطويل الناعم فأخذ يطلق عليه النيران ببندقيته الكبيرة .
وهنا سمعت القطه مرمر الصوت وشاهدت الصياد وكاد أن يصيب ميمون وهنا قفزت في وجهه بسرعة وخربشته كثيرا حتى تنقذ صديقها ميمون ، فصرخ الصياد ألما وسقطت البندقية من يديه واستطاع ميمون الهرب من أمامه وأسرعت القطة تهرب وشكر ميمون صديقته القطة واعتذر لها فقالت له :لا يهم يا صديقي المهم أن تهرب من ذلك الصياد بسرعة حاول ان تتسلق تلك الشجرة العالية وتقفز من شجرة لأخرى فأنت أسرع الحيوانات يا ميمون بالغابة.
حاول ميمون تسلق الشجرة ولكنه لم يستطع فلقد كان ذيله طويلا ، وثقيلا مليئا بالفراء فسقط من على الشجرة بقوة واضطر للسير على قدميه مسافة طويلة حتى وصل الى المنزل فلم يستطع الركض بذلك الذيل الطويل وهنا رأى الصياد من جديد فهرب منه مسرعا وهو يجر ذيله الطويل الذي اخذ يلم التراب واوراق الشجر والطين كان يريد الهروب من بندقية الصياد فلم يرى نبات الشوك على الأرض فملئ ذيله بالشوك واخذ ميمون يبكي بألم.
وعاد إلى منزله بصعوبة ووجد أمه وأخواته وأصدقائه كانوا قلقين عليه ويبحثون عنه في كل مكان اعتذر لامه لأنه خرج من غير ان يستأذن وذهب إلى بيت الساحر فلفول وعرض نفسه للخطر قبلت الأم اعتذار ميمون ولكنها عاقبته بعدم الخروج من المنزل لمدة أسبوع ، فرح القرد الصغير بهذا العقاب لأنه كان يريد ان يتخلص من هذا الذيل الطويل وحمد ميمون ربه على كل شيء