اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم الجزء الثاني من قصة الزمن المقود
استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

بينما استمر جون في السير وسط المدينة المستقبلية، بدأ يشعر بأن الواقع الذي يحيط به يتلاشى بين يديه كالدخان. كان عقله مثقلًا بالأسئلة، وفي كل خطوة يزداد شعوره بالانفصال عن كل ما يعرفه. فجأة، شعر بيد على كتفه. استدار ليرى رجلاً يرتدي رداءً بسيطًا لكنه مميز، وكانت ملامحه تبدو مألوفة بطريقة غامضة.

“هل أنت بخير؟” سأل الرجل بلغة غريبة، لكنها بدت مفهومة لجون بطريقة غير معقولة.

أجابه جون بارتباك: “من أنت؟ وأين أنا؟”

ابتسم الرجل بهدوء وقال: “اسمي كايل، وأنت في زمن لم يكن من المفترض أن تصل إليه. أعتقد أنك ضائع، أليس كذلك؟”

هز جون رأسه بتأكيد، لكن قبل أن يتمكن من الاستفسار أكثر، استدار كايل وأشار بيده نحو الأفق. “أنت الآن في مدينة نيوثيرا، عام 3102. هذه ليست مجرد مدينة، بل هي المركز الرئيسي للبشرية بعد أن تجاوزنا حدود كوكب الأرض.”

أصابت الصدمة جون، لم يتمكن من تصديق ما سمعه. “كيف وصلت إلى هنا؟ آخر ما أتذكره هو تجربتي في المختبر… ثم هذا الانفجار.”

رفع كايل حاجبيه وقال: “التجارب العلمية دائمًا تحمل مخاطر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتلاعب بالزمن. يبدو أن تجربتك أحدثت فجوة في الزمن وألقت بك هنا.”

كان جون يحاول أن يجمع شتات أفكاره. “كيف يمكنني العودة؟ هل من سبيل للرجوع إلى زماني؟”

ابتسم كايل بحذر. “الزمن ليس خطًا مستقيمًا كما كنا نعتقد، لكن العودة إلى زمنك قد تكون معقدة. هناك قوانين صارمة تحكم التنقل عبر الأزمان، والاختراق غير المقصود قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.”

حاول جون استيعاب الكلمات. “أرجوك، يجب أن أعود. لدي فريق… حياتي كلها هناك.”

كايل نظر إليه بتمعن ثم قال: “هناك طريقة، ولكنها محفوفة بالمخاطر. تحتاج إلى مساعدة من ‘المجلس الزمني’. إنهم الوحيدون القادرون على إدارة الفجوات الزمنية.”

“وأين أجدهم؟” سأل جون بعزيمة واضحة.

“في قلب المدينة، ولكن يجب أن تحذر. المجلس لا يتعامل بسهولة مع الغرباء القادمين من أزمنة مختلفة. يجب أن تكون مستعدًا لكل الاحتمالات.”

بإحساس جديد من الأمل والخوف في آن واحد، بدأ جون يتبع كايل عبر الأزقة المتشابكة للمدينة. كل شيء حوله كان يشير إلى حضارة وصلت إلى قمة التطور، ولكن بالنسبة له، كان المستقبل يشبه اللغز المعقد الذي يحتاج إلى حله بأسرع وقت ممكن.