قصة الزائر من المستقبل ج2

0
_61ac2442-1e52-4f79-8615-acb66fb17a4e

يجب ألا يوجد شخصان متطابقان في نفس الزمن والمكان. أنا سأضحي بحياتي لإنقاذ حياتك. هذا هو الثمن الذي يجب أن أدفعه لتصحيح خطأ المؤسسة.”

“ولكن هذا ليس عادلا.” قال محمود بحزن.

“لا شيء عادل في هذا العالم.” قال الرجل. “لكن علينا أن نقبل بالواقع وأن نحارب من أجل ما نؤمن به. أنت تؤمن بالزمن وأنا أؤمن بك. لذلك عليك أن تعيش وأن تحقق حلمك. وأنا سأموت وأن أفخر بك.”

“شكرا لك.” قال محمود بدموع.

“لا تشكرني. فعل ما يجب عليك فعله.” قال الرجل. “والآن اذهب. لا تضيع الوقت. المؤسسة قادمة.”

“حسنا، وداعا.” قال محمود.

“وداعا.” قال الرجل.

محمود أخذ الجهاز من يد الرجل وخرج من الغرفة. ركض في الشارع وأوقف سيارة أجرة. طلب من السائق أن يأخذه إلى المطار. فتح الجهاز وشغله. ظهر على شاشته رسالة من المقاومة:

“أهلا بك في المقاومة، محمود. نحن سعداء بانضمامك إلينا. نحن نعرف من أنت وماذا تستطيع فعله. نحن نحترمك ونثق بك. نحن هنا لمساعدتك في مهمتك. نحن نعرف أيضا عن المؤسسة وخططها الشريرة. نحن نحاربها بكل قوتنا وشجاعتنا. نحن ندافع عن التاريخ وحرية البشرية. نحن نريد أن تصبح جزءا من فريقنا. لدينا قاعدة سرية في مدينة آخرى حيث يوجد آخرون مثلك من مختلف الأزمان والأماكن. هم جميعا زوار من المستقبل أو الماضي. هم جميعا يستخدمون آلات زمنية لإثبات حقائق علمية أو لإصلاح أخطاء تاريخية. هم جميعا يشاركون رؤية وهدف واحد: إظهار حقيقة الزمن للعالم وإستخدامه لخير البشرية.

إذا كنت ترغب في الانضمام إليهم، فعليك أن تشتري تذكرة طيران إلى مدينة نيويورك. عند وصولك إلى المطار، ستجد رجلا يحمل لافتة مكتوب عليها اسمك. هو أحد أعضاء المقاومة وسيأخذك إلى القاعدة السرية. هناك ستلتقي بزعيم المقاومة وبباقي الأعضاء. هناك ستتعلم كل ما تحتاجه لمهمتك. هناك ستجد أصدقاء وحلفاء ورفاق.

ولكن عليك أن تحذر. المؤسسة لن تستسلم بسهولة. هم يعرفون عن وجودك وعن خططك. هم يستخدمون كل وسائلهم لإيقافك. هم يرسلون عملاء إلى الماضي والمستقبل لقتلك أو تغيير مصيرك. هم يحاولون تدمير آلات الزمن والقضاء على المقاومة. هم يخططون لإطلاق حرب زمانية تهدد بتدمير التاريخ والوجود.

لذلك عليك أن تكون جاهزا للخطر والمغامرة. عليك أن تستخدم ذكائك وشجاعتك وإبداعك. عليك أن تثبت لنفسك وللعالم أن الزمن ليس سجانا بل صديقا. عليك أن تصبح الزائر من المستقبل.

هذه هي رسالتنا إليك، محمود. نحن نأمل أن تستجيب لها وأن تنضم إلينا في المقاومة. نحن نثق بك ونحترمك. نحن نعتبرك جزءا من عائلتنا.

إلى اللقاء في نيويورك.

المقاومة.

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content