قصة الرياح التي غيرت حياة أحمد
كان أحمد طالبا مجتهدا في الجامعة. كان يدرس الهندسة وكان يحلم بأن يصبح مهندسا ناجحا. كان يحب التعلم والابتكار والتحدي. كان لديه العديد من الأفكار والمشاريع التي كان يريد تنفيذها. لكنه كان يواجه مشكلة كبيرة. كان فقيرا ولم يكن لديه المال الكافي لشراء المواد والأدوات التي يحتاجها. كان يعيش في منزل صغير مع أسرته وكان يعمل بدوام جزئي في مطعم لمساعدة والده في توفير المصروفات.
لم يستسلم أحمد للظروف الصعبة التي كان يعيشها. بل استخدم عقله وإبداعه لإيجاد حلول بسيطة ورخيصة لمشاريعه. كان يستخدم مواد مستعملة ومهملة ويحولها إلى أشياء مفيدة وجديدة. كان يصنع الروبوتات من القوارير البلاستيكية والأسلاك والمغناطيس. كان يصنع الطائرات من الورق والخشب والبطاريات. كان يصنع الألعاب من القطن والأزرار والخيوط. كان يستمتع بما يفعله وكان دائما يبحث عن تحسينات وتطويرات.
ذات يوم، سمع عن مسابقة عالمية للابتكارات الشبابية. كانت المسابقة تهدف إلى تشجيع الشباب على إظهار مواهبهم وإبداعاتهم في مجالات مختلفة مثل الطاقة والبيئة والصحة والتعليم. قرر أحمد أن يشارك في المسابقة وأن يرسل إحدى اختراعاته. اختار اختراعا كان قد صنعه منذ فترة. كان عبارة عن جهاز يستطيع توليد الكهرباء من حركة الرياح. كان قد صنعه من مروحة قديمة ودينامو دراجة هوائية وبطارية سيارة. كان جهاز بسيط لكنه فعال.
أرسل أحمد فيديو يشرح فيه اختراعه وكيفية عمله وفوائده. ثم انتظر بتوتر نتائج المسابقة. بعد شهر، تلقى رسالة بريد إلكتروني تخبره بأن اختراعه قد فاز بالجائزة الأولى في المسابقة. لم يصدق أحمد ما قرأه. فرح كثيرا وشارك خبر نجاحه مع أسرته وأصدقائه. تلقى دعوة للسفر إلى أوروبا لحضور حفل توزيع الجوائز. هناك، التقى بالكثير من الشباب المبدعين من جميع أنحاء العالم. تلقى شهادة تقدير وجائزة نقدية قدرها عشرة آلاف دولار.
أحمد استغل هذه الفرصة لتطوير اختراعه وإنتاجه على نطاق أوسع. حصل على دعم من بعض المؤسسات والشركات التي أبدت اهتمامًا بفكرته. أسس شركته الخاصة لإنشاء مزارع رياح صغيرة تستخدم جهازه لإضاءة المنازل والمدارس في المناطق الفقيرة والنائية. أصبح اسم أحمد مشهورًا في عالم الابتكار والطاقة المتجددة. أصبح مثلاً يُحتذى به للشباب الذين يطمحون إلى تغيير حياتهم وحياة من حولهم.
وهذه هي قصة نجاح أحمد.