قصة الراعي فارس وكرة الامنيات

0

تدور احداث هذه القصة حول شاب يسمى فارس ، فارس شاب محبوب من اهل قريته ، يعيش فارس رفقة عائلته في قرية ريفية صغيرة على اطراف البلاد ، كانت قرية فارس معروفة بطيبة سكانها كما كان سكان القرية يحبون بعضهم البعض ، ودائما ما يساعدون بعضهم البعض في حال اصاب اي احد منهم مكروه ، كان فارس يساعد والده من خلال رعاية الاغنام ، حيث كان فارس يستيقظ صباحا في نشاط و حيوية ويأخذ الاغنام ويذهب بها الى احدى التلال القريبة من القرية ، يظل فارس على التل حتى اقتراب موعد مغيب الشمس فيعود بالاغنام مرة اخرى الى المنزل و هكذا.

ذات يوم وبينما كان فارس يقوم بمهامه الطبيعية رأى من بعيد شيء يلمع وسط الزهور ، اقترب فارس من ذلك الشيء فوجده عبارة عن كرة زجاجية ، تعجب فارس من وجود كرة زجاجية في هذا المكان خاصة ان فارس يأتي الى هذه التلال كل يوم ولم يقابل احدا ابدا ، فجأة صدر عن هذه الكرة الزجاجية صوت بسيط ، وضع فارس الكرة الزجاجية على اذنه فوجد ان هذا الصوت يقول : تمنى امنية ، لم يكن فارس مستعدا لتمني اي امنية فهو في الواقع لا يريد شيء ، قرر فارس ان يؤجل طلب امنيته حتى اليوم التالي ، في اليوم التالي لم يجد فارس ما يتمناه فقام بتأجيلها ايضا و هكذا.

وصل خبر هذه الكرة الى احد جيران فارس ، قرر جار فارس سرقة الكرة من فارس ، بالفعل قام الجار بسرقة الكرة وتداول اخبارها مع باقي سكان القرية ، لم يهتم فارس بضياع الكرة فهو في الواقع توقف عن اصطحابها معه الى التلال ولذلك لم يلاحظ حتى اختفائها ، بدأ سكان القرية يتمنون الكثير من الامنيات ، فهناك من تمنى الذهب وهناك من تمنى المنازل الفاخرة ، بدأ الحسد و الغيرة تنتشر بين سكان القرية ، فمن كان يمتلك الذهب كان يتمنى ان يحصل على منزل فاخر ومن كان يمتلك منزل فاخر اصبح يتمنى الحصول على الذهب.

تغير سكان القرية واصبحت القرية سيئة ولم تعد تلك القرية الطيبة التي يحبها الجميع ، في النهاية توجه سكان القرية الى فارس واخبروه بكل ما حدث ، وتأسف جار فارس له كثيرا لانه سرق الكرة ، هنا ادرك فارس اخيرا ما هي الامنية التي سوف يتمناها من الكرة ، تمنى فارس من الكرة ان تعود القرية الى ما كانت عليه في السابق ، بالفعل تحققت امنية فارس وعاد سكان القرية الى طبيعتهم وادركوا ان السعادة ليست بوجود الكثير من الذهب او المنازل الفاخرة ، ولكن السعادة الحقيقية تكمن في العيش بسلام رفقة اناس صالحين يحبون بعضهم البعض ، وان هناك اوجه كثيرة للسعادة غير المال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *