يُحكي انه كان هناك شاب يعمل في رعاية الاغنام ، كان هذا الشاب معتادا على اخذ اغنامه والذهاب بها الى الجبال فقد كان معتادا هذا الشاب على الاستيقاظ في الصباح و الذهاب باغنامه للجبال ، كانت هذه هي عادة هذا الراعي وكان الراعي محبا جدا للمال ، ولذلك كان مهتما جدا باغنامه حيث يقوم باطعامها دائما حتى تصبح سمينة ، وبالتالي سوف يحصل على الكثير من اللحم لبيعه ، في يوم من الايام وبينما كان الراعي كعادته في الجبال رفقة اغنامه حدث ما لم يكن في الحسبان ، بدأت الامطار تتساقط بغزارة شديدة ولم يدري الراعي ماذا يفعل ، قرر الراعي ان يبحث عن اي مكان لكي يحتمي فيه هو والاغنام من المطر.

بعد بحث طويل اختار الراعي احد الكهوف في الجبال والتي كان يبدو عليها انها مناسبة للاختباء ريثما ينتهي المطر ، كان المطر غزيرا جدا وكادت الاغنام تموت ولكن الكهف الذي احتمى به الراعي و الاغنام هو الذي انقذهم من الانجراف مع مياه الامطار ، اكتشف الراعي ان الكهف الذي دخله يحتوي على مجموعة من الاغنام البرية ، كلمة برية هنا تعني ان هذه الاغنام ليس لها مالك ، شعر الراعي بالطمع وقرر الحصول على هذه الاغنام و ضمها الى قطيعه ، بدأ الراعي يعطي للاغنام البرية الطعام الخاص باغنامه ، توقف المطر فرأى الراعي الاغنام البرية تخرج من الكهف ، تعجب الراعي من ذلك.

كان الغريب في الامر ان الراعي وعلى الرغم من انه كان يقدم الطعام للاغنام البرية متجاهلا اغنامه الا ان تلك الاغنام البرية انصرفت وابتعدت عن الكهف ، كيف يعقل لاحد ان يرفض ان يتم اطعامه كل يوم ؟ ، كان هذا هو السؤال الذي يجول في عقل الراعي ، بدأ الراعي يسأل لماذا تنصرف هذه الاغنام ؟ ، بينما كانت الاغنام البرية منصرفة من الكهف قال احدها : لقد اعطيتنا الطعام الخاص باغنامك وتركتها تجوع من اجل ان تضمنا الى قطيعك ونحن لن ننتظر حتى تتركنا نحن جياع من اجل ان تحصل على اغنام اخرى لك ، حينها تعلم الصياد درسا مفيدا لن ينساه ابدا ، فهو بسبب طمعه لم يحصل على الاغنام البرية ولم يتمكن من اطعام اغنامه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *