download (31)

كان هناك امرأة كتب الله لها ان تصاب بمرض السرطان ، و فور علم المرأة بذلك قالت : الحمد لله ، و كانت هذه المرأة راضية بقضاء الله و قدره ، و بعد ذهابها الى الطبيب نصحها الطبيب بان تخضع لجلسات العلاج الكيميائي في البداية لعل هذا المرض الخبيث يقل تدريجيا حتى يختفي ، و بعد مرور عدة جلسات علاجية و بعد اجراء الفحوصات وجد الطبيب ان المرض ما زال موجودا وانما قل بنسبة ضئيلة جدا و ان هناك حاجة ماسة لاجراء عملية جراحية من اجل التخلص من هذا المرض الذي قد تكون نهايته هو الموت.

قرر الطبيب ان تتم العملية الجراحية خلال 5 ايام ، وخلال عودة هذه المرأة الى منزلها وجدت في طريقها طفل صغير يطلب الطعام من المارة ، فحزنت هذه المرأة لما رأته و ذهبت الى الطفل و قالت له : ماذا بك ايها الصغير هل انت تائه من اسرتك ؟ قال لها الطفل : لقد توفي والدي منذ بضعة ايام و نفذ منا الطعام و انا احتاج الى المال لكي اطعم امي و اختي و احضر الدواء لامي ولكني لم اتمكن من العثور على فرصة عمل بسبب صغر سني فقررت ان اطلب المساعدة من الآخرين ، و هنا بدأت عينا المرأة تتساقط منها الدموع و قامت بضم الصغير اليها.

 

سألت المرأة الصبي الصغير عن مكان منزله فاخذها الصبي اليه ، وعندما دخلت هذه المرأة المنزل وجدت اسرة الصبي في حالة سيئة جدا و لا يوجد طعام في المنزل كما ان الحالة الصحية لوالدة الصبي بدأت في التدهور بسبب عدم توفر الدواء الخاص بها ، و هنا قالت المرأة للصبي انتظر قليلا سآتي بسرعة ، فاتجهت الى المتجر و اشترت الكثير من الطعام وبعدها ذهبت الى الصيدلية و احضرت كمية كبيرة من الدواء الذي تحتاج اليه والدة الصبي و عادت الى منزل الصبي ، و عند عودتها الى منزل الصبي قامت بتحضير الطعام و اعطت والدة الصبي دواءها.

شكرت اسرة الصبي هذه المرأة على كل ما فعلته ، و بعدها عادت المرأة الى منزلها و اخبرت ابنتها بما حدث وقالت حينها : انا اشعر بسعادة كبيرة يا ابنتي العزيزة فالتصدق على الفقراء من الافعال التي يجب ان نلتزم بها وعليكي يا ابنتي ان تكثري من اخراج الصدقات ابتغاء وجه الله عز وجل حتى يكافئنا الله بالحسنات و يدخلنا الجنة يوم القيامة ، و ظلت هذه المرأة تذهب لزيارة الصبي كل يوم لتطمئن عليه ، و عندما علمت والدة الصبي بمرض هذه المرأة اخذت تدعو لها كثيرا بالشفاء ، و بعد مرور الفترة المتفق عليها مع الطبيب عادت المرأة الى المستشفى لتجري العملية الجراحية.

قام الطبيب باجراء الفحوصات الاخيرة التي تسبق العملية ، وبينما كانت المرأة تستعد لدخول غرفة العمليات اتى اليها الطبيب وهو يبتسم و قال لها ليس هناك حاجة لاي عملية جراحية و سوف تغادرين المستشفى اليوم ، على الرغم من ان السعادة كانت ظاهرة على وجه المرأة  الا انها ايضا كانت تشعر بالدهشة ، و هنا اخبرها الطبيب بانه لا يوجد اي اثر لمرض السرطان وانها شفيت بالكامل ، فقالت المرأة : شكرا لك يا الله لقد قبلت دعواتي و شكرا لك ايها الطبيب على كل ما قدمته ، و حينها ادركت المرأة ان كثرة الصدقات ترفع البلاء مهما كان كبيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content