الثعلب وطائر اللقلق
في يوم من الأيام كان يعيش في الغابة ثعلب مكار وطائر اللقلق وكان كل منهما صديق للآخر .
كان الثعلب ذكي جداً وماكر ولكن طائر اللقلق لم يكن بالقدر الكافي من الذكاء لفهم تصرفات الثعلب .
وفي يوم من الأيام دعي الثعلب اللقلق إلى تناول وجبة العشاء عنده قائلاً :- لما لا نتبادل الزيارات في منازلنا وتناول الطعام مع بعضنا البعض ، ما رأيك بأن نتناول العشاء عندي في بيتي .
فقال طائر اللقلق :- لما لا ، ما الذي ستقدمه لنا في العشاء .
فقال الثعلب :- هذه ستكون مفاجأة .
فقال اللقلق :- حسنا ، في أي يوم أتي إليك ؟
فقال الثعلب :- ما رأيك في ليلة الغد في الساعة السابعة مساء .
فقال اللقلق : – يبدو جيداً لي ، أراك غداً ، وداعاً .
قال الثعلب :- سأكون في انتظارك ، وداعاً .
وفي اليوم التالي وصل طائر اللقلق إلى منزل الثعلب في الوقت المحدد .
استقبل الثعلب طائر اللقلق بالترحيب وسمح له بالدخول وأخبره أن العشاء جاهز .
قال اللقلق :- أخبرني يا صديقي ما الذي طبخته للعشاء الليلة .
قال الثعلب :- لقد طبخت حساء لذيذ أنا متأكد أنك ستحبه .
ولكن عندما جلس طائر اللقلق وأحضر الثعلب الطعام في أطباق مسطحه وقدمها لطائر اللقلق نظر طائر اللقلق إلى الطعام وهو حائر في أمر ما .
فسأله الثعلب :- ما الخطب يا صديقي .
قال اللقلق :- في الحقيقة أنني لن أستطيع أن أتناول الحساء بمنقاري الطويل هذا من هذا الطبق المسطح .
فقال الثعلب ساخر من اللقلق قائلاً :- هل ليس من الكافي وصول طرف منقارك إلى نهاية الطبق .
لم يفهم اللقلق أن الثعلب يسخر منه وترك الطعام وجلس قائلاً :- أظنه لا يكفي لتناول الحساء في طبق مسطح كهذا لا تهتم ، على أي حال أتمنى أن ترد لي الزيارة وتأتي للعشاء عندي في منزلي هذه المرة .
فقال الثعلب :- بالطبع سأفعل ذلك .
قال اللقلق :- أنتظرك غداً في المساء .
قال الثعلب :- سوف أحضر بالتأكيد .
وغادر طائر اللقلق في هذه الليلة وعاد لمنزله وهو جائع .
وفي اليوم التالي حضر الثعلب في موعده عند منزل اللقلق وعندما رآه طائر اللقلق قال :- مرحباً يا صديقي تفضل بالدخول .
قال الثعلب متشوقاً :- ماذا طبخت لنا اليوم .
قال اللقلق :- لأنك اليوم ضيفي لقد قمت بتحضير حسائك المفضل .
قال الثعلب مبتهجاً :- حقاً .
قال اللقلق :- طبعاً ، تعالي وأجلس الطعام جاهز سوف يعجبك .
ولكن الثعلب تفاجأ لان الطعام تم تقديمه في جرة طويلة وضيقة الفم .
قال الثعلب :- أممم ، يبدو الحساء لذيذ ، ولكن يا صديقي لا يمكنني أن أدخل حتي أنفي في الجرة .
فقال اللقلق ساخراً :- على الأقل يمكنك لعق الجزء الخارجي من الجرة .
أصبح الثعلب غاضب جداً من سلوك اللقلق ولكن ظل هادئ بمكر وقرر أن يلقنه درساً جيداً .
لذلك قال الثعلب :- دعنا نبدأ من جديد وتعالي غداً للعشاء عندي في منزلي .
قال للقلق :- بالطبع سأكون هناك في الموعد ، ومن الآن وصاعداً كل منا يحضر الوعاء الخاص به لتناول الطعام عند الآخر .
وانتهى اليوم بمغادرة الثعلب جائع إلى منزلة .
وفي اليوم التالي حضر طائر اللقلق في موعده عند منزل الثعلب فأستقبل الثعلب طائر اللقلق بترحيب مبتسماً بخبث ، وطلب منه الدخول وأخبره أن الطعام جاهز .
قال طائر اللقلق :- أخبرني يا صديقي ماذا طبخت لنا اليوم .
قال الثعلب مبتسماً :- لقد صنعت يخنة طائر اللقلق الذيذ ، ولكن تفتقد لمكون واحد فقط وهو طائر اللقلق .
فقال طائر اللقلق وهو لم يفهم شيء :- ولكن أنا طائر اللقلق كيف هذا ؟
قال الثعلب ضاحكاً من غباء اللقلق :- أنا أعلم هذا لذلك سيكون أنت المكون المفقود أيها المغفل .
وهاجم الثعلب طائر اللقلق وطاردة في المنزل حتى أمسك به .
ويأتي الثعلب ويجلس لتناول الطعام ويقول لقد تم إحضار المكون المفقود وبدء في أكل يخنة طائر اللقلق .
وبعد الانتهاء من الطعام قال الثعلب بتكبر :- عليك أن تفهم الدرس يا صديقي لا تحاول مصادقة حيوان مفترس مثلي .