قصة المزارع المحتال
يحكى انه هناك قرية يعيش بها مزارع محتال ، ولكن هذا المزارع كان ذكي جدا ، كان المزارع يشكو دائما من ضيق العائد المادي الذي يحصل عليه من زراعة الارض ولذلك قرر ان يحصل على رزقه بطريقة خاطئة وهي الاحتيال على سكان القرية وخاصة التجار الاثرياء ، في يوم من الايام قام هذا المزارع بشراء حمار بمبلغ من المال ، كانت الحيلة التي سيستعملها هذا المزارع ذكية جدا ، فقد قام بوضع بعض الدنانير في فم الحمار وذهب يمشي به في السوق امام اعين التجار ، بالطبع كانت النقود تتساقط من فم الحمار الامر الذي لفت انتباه احد التجار المعروفين.
حينها ذهب التاجر الى ذلك المزارع المحتال وسأله عن سر هذا الحمار ، اخبره المزارع بان هذا الحمار اذا قمت بوضع عدد 20 قطعة من الدنانير فانها ستخرج لك 30 قطعة من فم الحمار ، طلب التاجر شراء هذا الحمار فوافق المزارع وتم بيع الحمار بمبلغ كبير من الدنانير ، في المساء عاد التاجر ومعه الحمار الى المنزل وهناك مات الحمار ، حزن التاجر جدا وذهب الى منزل المزارع المحتال ، لم يعثر التاجر على المزارع في المنزل ولكنه وجد فقط زوجته ، اخبر التاجر زوجة المزارع بكل ما حدث ، وكيف ان زوجها باعها حمارا مريضا في الاصل ومات على الفور.
اخبرت الزوجة التاجر انها لا تعلم اين يوجد زوجها ولكنها تمتلك كلبا ترسله الى الخارج وتطلب منه اي شيء فيعود هذا الكلب ومعه الشيء المطلوب ، تعجب التاجر من حديث زوجة المزارع وطلب منها ان ترسل الكلب للخارج ويعود ومعه المزارع ، بالفعل ارسلت الزوجة ذلك الكلب الى خارج المنزل وطلبت منه ان يعود ومعه زوجها ، بالطبع لم يكن التاجر يعلم ان ما تقوم به الزوجة هي حيلة من حيل المزارع ، بعد فترة من الوقت عاد المزارع الى البيت وفي يده كلب يشبه الكلب الذي ارسلته الزوجة حتى لا يلاحظ التاجر الفرق بين الكلبين.
تعجب التاجر مما رآه وطلب من الزوجة شراء هذا الكلب ، باعت الزوجة الكلب الى التاجر الذي فرح به جدا وعاد الى منزله ، عندما عاد التاجر الى المنزل قرر ان يجرب الكلب ، فطلب منه الخروج و احضار شيئ ما ولكن الكلب خرج ولم يعد ، هنا شعر التاجر بالغضب الشديد فعاد الى منزل المزارع ، اخبر التاجر ما حدث للمزارع ، على الفور اخرج المزارع سكينا وقام بضرب زوجته لتسقط على الارض ميتة ، شعر التاجر بالخوف وقال : ماذا فعلت ايها المجنون لماذا قتلت زوجتك ؟ ، قال المزارع : لا تقلق معي صافرة اذا استعملتها سوف تعود زوجتي الى الحياة من جديد.
بالفعل اطلق المزارع الصافرة فعادت الحياة مرة اخرى لزوجة المزارع ، لان التاجر لا يتعلم من اخطائه فقد اقدم على شراء الصافرة بمبلغ كبير من المال ، ذهب التاجر الى منزله وعندما عاتبته زوجته من اجل الاشياء التي يقوم بشرائها قرر التاجر قتلها ، بعدها بدأ التاجر يستعمل الصافرة حتى تعود زوجته الى الحياة ولكن زوجته كانت قد ماتت بلا عودة ، فالمزارع المحتال اتفق مع زوجته على تمثيل الجريمة حتى يشعر التاجر بانها جريمة حقيقية ، هنا جن جنون التاجر وقرر جمع جميع التجار و الذهاب الى المزارع ومعاقبته على كل ما يقوم به.
وصل التجّار الى منزل المزارع وقاموا باخذه و وضعه داخل صندوق وقاموا بتعليق الصندوق في شجرة فوق النهر واخبروه بانهم اذا لم يحصلوا على الاموال التي دفعها له صديقهم التاجر فانهم سوف يقومون بالقاء الصندوق في النهر ، ترك التجار المزارع المحتال مربوط في حبل فوق مياه النهار ، سمع المزارع صوت راعي و مجموعة من الاغنام بالقرب من مياه النهر ، اخذ المزارع يصرخ بصوت عال قائلا : لن اتزوج ابنة الملك مهما حدث ، سوف اتزوج بالفتاة التي احبها فقط ، قال الراعي : ماذا تقول ايها المجنون ؟.
قال المزارع : ما رأيك ايها الراعي ان تحل وثاقي وتجلس انت داخل الصندوق وانا سأخذ الاغنام ، فبعد قليل سوف يأتي حراس الملك ويأخذونني لكي اتزوج من ابنة الملك ولكني لا اريد الزواج منها ، وافق الراعي على حديث المزارع المحتال ، في اليوم التالي اتى التجار وقاموا بالقاء الصندوق في النهر بدون رؤية ما بداخله ، عاد التجار فوجدوا الراعي معه الكثير من الاغنام ، اخبرهم الراعي بانه عندما سقط في مياه النهر قابل حورية البحر واهدته كل هذه الاغنام ، على الفور انطلق التجار الى النهر واخذوا يبحثون عن حورية البحر على عمق كبير حتى ماتوا جميعا ، وبذلك اصبح المزارع ثريا وارتاح من التجار.