قصة الشجرة الانانية و الشجرة الهادئة

0

تدور احداث هذه القصة في احدى الغابات البعيدة حيث كان هناك شجرتين متجاورتين ، الشجرة الاولى كانت شجرة هادئة وطيبة تسمح للحيوانات و الطيور ببناء المنازل و الاعشاش على اغصانها ، فضلا عن انها كانت لا تبخل بثمارها الطازجة على اي حيوان او حتى انسان ، فقد كان كل من يرغب في تناول اي من الثمار يصعد الى الشجرة ويأكل منها كيفما يشاء ، على العكس تماما الشجرة الاخرى والتي كانت شجرة انانية ، فتلك الشجرة لم تكن تسمح للحيوانات ببناء الاعشاش ، كما انها كانت تحتفظ بثمارها ولا تعطيها لاي احد.

بمرور الوقت اصبحت الشجرة الهادئة ضعيفة نوع ما فبسبب كثرة الحيوانات على اغصانها بدأت اغصانها تتساقط ، كما انها اصبحت تقريبا خالية من الثمار لان الحيوانات قاموا بالتهام جميع الثمار عليها ، ايضا اصبح المكان اسفل الشجرة متسخ كثيرا بسبب كثرة الحيوانات التي تعيش فوق الشجرة فقد كانوا يقومون بالقاء البذور اسفل الشجرة ، على الرغم من ذلك لم تهتم الشجرة الهادئة لمنظرها واستمرت في اعطاء اقصى ما تستطيع للحيوانات ، اما الشجرة الانانية فقد كانت تسخر من الشجرة الهادئة بسبب حالتها التي وصفتها بالسيئة.

 

دائما ما كانت الشجرة الانانية تتفاخر بقوة اغصانها وبجودة ثمارها ومكانها النظيف ، في يوم من الايام اتى الى الغابة مجموعة من الاشخاص ، كان الاشخاص يرغبون في قطع احدى الاشجار من اجل استعمالها في صنع منزل في القرية ، وقف الاشخاص امام الشجرتين وبدأ كل شخص يقارن ما بينهما ، بالطبع لم يقع الاختيار على الشجرة الهادئة ، السبب في ذلك ان الشجرة لا تحتوي اي ثمار كما انها متسخة و مليئة بالحيوانات ، اما الشجرة الاخرى فقد كانت مناسبة تماما ، فاغصانها قوية وثمارها طازجة.

 

بالفعل وقع الاختيار في النهاية على الشجرة الانانية وقام الاشخاص بقطعها ، تعلمت الشجرة الانانية ان ما فعلته كان خاطئا وان الشجرة الاخرى الهادئة هي التي نجت لانها شجرة مانحة لا تحرم اي احد من ثمارها ولكن الشجرة الانانية تعلمت الدرس بعد فوات الاوان ، استمرت الشجرة الهادئة في تقديم ما تقدر عليه كل يوم بدون كلل او ملل ، بدأت البذور التي تتساقط على الارض من حول الشجرة تتحول الى اشجار صغيرة ، بمرور الوقت تحول المكان حول الشجرة الى مجموعة كبيرة من الاشجار ، كثرت اعداد الحيوانات واصبح المكان يعج بالحياة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *