قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج6
ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.
واستكمل الفتى طريقه للغابة، وقد كان مسرعا للغاية حتى يتمكن من العودة للقصر لكي لا يشك أحد بأمره؛ وما إن وصل للغابة المذكورة حتى شرع في البحث عن شجرة الصنوبر والذي كان قد وصفها له الرجل توأم الملك والذي يصدقه قلبه بأنه الملك الحقيقي.
أخذ بعضا من أوراقها وقام بحرقها، وفجأة ظهر له قزم عجوز ذو لحية بيضاء، أصيب الفتى بالهلع إنه يرى أشياء غريبة لم يسبق له أن رآها من قبل؛ ولكن القزم طمأنه وهدأ من روعه …
القزم العجوز: “لا تخف أيها الفتى النبيل، إنني أنتظر قدومك منذ سنوات طوال، ولا تهلع فأنا بجانبك ولا يوجد ما يخيفك صدقا”.
الفتى: “تنتظرني؟!، والرجل المكبل بالأغلال ينتظرني منذ سنوات طوال أيضا، ولكن لماذا تنتظراني كلاكما؟!، ما المميز بي ليجعلكما تنتظراني؟!”
ابتسم القزم العجوز ابتسامة خفيفة: “إنك الإنسان الوحيد الذي تجرأ ورفع الغطاء عن الطبق، والوحيد أيضا الذي استطاع أكل الثعبان دفعة واحدة، والوحيد مجددا القادر على مساعدة الملك الحقيقي وإخراجه من المأزق الذي وضعه به شقيقه التوأم”.
الفتى: “يكاد عقلي ينفجر من كثرة التفكير، فكيف لي أن أحرره من سجنه وهو مكبل بأغلال وكأنه وحش كاسر؟!”
القزم العجوز: “لا ترهق نفسك بالتفكير، افعل كل ما أمليه عليك، وأنا أعرف تماما ما سيتوجب علينا فعله، لذلك لا تقلق من شيء”.
الفتى بكل ثقة: “سأفعل كل ما تأمرني به طالما في مصلحة الملك ومصلحة البلاد”.
سر القزم العجوز ذو اللحية البيضاء من كلام الفتى، وهز برأسه قائلا: “كنت أعلم يقينا أنك فتى نبيل”.
أمسك بيده وسار به عدة خطوات حتى وصلا لطريق تعجب منه الفتى وقال للعجوز: “يا له من طريق عجيب وكأن ثعبان قام برسمه”.
القزم العجوز: “إنه بالفعل كذلك، لقد قام برسمه ثعبان، إنه طريق يؤدي لكهف الثعبان الأبيض”.
ذهل الفتى لدرجة أنه جحظت عيناه: “ثعبان أبيض؟!”
القزم العجوز: “نعم، ثعبان أبيض كالذي أكلته، فهما في الحقيقة اثنين أحدهما قام الملك الحقيقي السجين باصطياده، وقد طبخته لأجله مستخدما الأعشاب السحرية، والثاني أنت ستقوم باصطياده”.
الفتى في ذهول رهيب: “من؟!، أنا؟!، أقوم بماذا؟!”
القزم العجوز: “لا تصاب بكل ذلك الذعر، ولا تخف سأملي عليك كل ما ستفعله؛ بداية ستذهب بحصانك للكهف وخارج الكهف على بوابته ستجد سيفا مغروزا بالأرض، حاول كثيرون إخراجه من مكانه ولكن لم يستطع أحد بما فيهم شقيق الملك التوأم الذي يدعي بأنه ملكم الحقيقي، ولكنك أنت ستقدر على ذلك؛ وبعد ذلك ستدخل ممر الكهف وهناك ستجد الكثير والكثير من الأشياء التي تغري الإنسان كل ما يخطر على بالك ولكن إياك والاقتراب منها، وإياك ولمس أي شيء من تلك الأشياء المغرية لأنك ستحول حينها لحجر؛ وما إن تنتهي من الممر حتى ستجد أمامك ثعبانا أبيضا ضخما للغاية، لا تخف لأنك حينها ستجده نائما، اغرز السيف بين عينيه وستقتله على الفور بهذه الطريقة”.
همس الفتى في أذن الحصان: “اذهب بنا لكهف الثعبان الأبيض”.
انطلق الحصان كالبرق لكهف الثعبان الأبيض، وعند المدخل وجد السيف والذي انبهر بشكله وحجمه واستنكر على نفسه أن تستطيع النجاح في أخذه، ولكنه ما إن وضع عليه يده حتى شعر بقوة غربية تغمر جسده، وبالفعل أخذه وامتطى الحصان ودخل الممر ويا لهول الأشياء التي رآها، لقد كانت تسحر الناظرين ولكنه وضع عبارة القزم العجوز أمام عينيه ستتحول حجرا على الفور، وبعد برهة وجيزة وجد أمامه الثعبان الأبيض وقد كان ضخما لدرجة أرهبت الفتى، ولولا أنه كان غارقا في سبات عميق لتركه الفتى هاربا من شدة هول حجمه وضخامته، وضع السيف بين عينيه وإذا بشعاع نور يخرج من السيف ليتحول إثره لصولجان.
حمل الفتى الثعبان الأبيض بعدما قتله والصولجان، وهمس في أذن الحصان: “عد بنا لغابة الأقزام”.
وهناك وجد القزم العجوز ذو اللحية البيضاء في انتظاره …
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع