قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج10 والأخير

0

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.

 

وأنزل السيف وقربه من رقبته هنا غمرت الملك المزيف حالة لاشعورية من الخوف الشديد ونطق بالحقيقة كاملة دون كذب، كان الجميع يشهد على أقواله واعترافه بما فيهم ابنة الملك شخصها، وفي هذه اللحظة انهمرت الدموع من عينيها لمعرفتها بالحقيقة المرة، أما عن الشعب فقد انهال عليه بأقبح الشتائم مطالبين إياه بدلهم على مكان ملكهم الحقيقي.

وفجأة ظهر أمامهم الملك الحقيقي وبيده الصولجان، ذهلوا جميعا ولكنهم أيضا كانوا مسرورين بعودته وسلامته، وأكثر من كل لذك بكونه إمبراطورا بحمله للصولجان والذي به الكثير من الدلالات، حيث أن بلادهم متوجهة نحو الرقي والعدل بين الشعوب لأنها ستتحول من حكم ملكي لحكم إمبراطوري، وأيقنوا جميعا أنهم نحو عصر جديد من التقدم والازدهار والحرية والمساواة بين كل طوائف الشعوب.

ولكنهم أيضا طالبوا الإمبراطور بتنفيذ حكم الإعدام على أخيه نظرا لكل الغدر والمكر الذي فعله به وبشعبه، ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك بشقيقه فهو ليس مثله وقلبه لم يطاوعه، لذلك قان بفيه لغابة الأقزام وهناك وضعه تحت حراسة القزم العجوز ذو اللحية البيضاء بنفسه، كما حكم عليه بعدد من السنوات مماثل لعدد السنوات التي قضاها بسجنه البغيض، وفور انتهاء هذه السنوات الطوال سينظر في أمره بعدها أيكمل في منفاه أم يعفو عنه.

كانت الأميرة في حالة ذهول ونكران لما حدث، فلم يكن من السهل عليها تقبل ما حدث بالساعات الأواخر، وخاصة أنها كانت لا تثق بأحد غير والدها والذي اتضح فيما بعد أنه أكثر شخص بكل الوجود خدعها وسبب لها الكثير من الأوجاع؛ لذلك كان لزاما على الفتى “آليكس” أن يتدخل ويتقرب إليها، وبعد كثير من الوقت بالكاد تقبلت الأميرة الأمر وتعاملت معه.

لقد سرد لها الفتى كل م حدث له منذ أن رأى والدها وقد كان مكبلا بالأغلال بفعل شقيقه الماكر، وكيف له أن ذهب لغابة الأقزام وقص عليها كل الأحداث المثيرة للاهتمام، كسب ودها ومحبتها فتوقفت الفتاة عن معاملته بعجرفة وتكبر كما كانت بالسابق، بل غدت تعامله بمحبة ولطف للغاية.

عم الأمان أرجاء البلاد مجددا، وقام الإمبراطور بتعيين الفتى قائدا للفرسان والمستشار الأول والأخير لجميع شئونه، فرح الفتى بهذه المناصب وكان سعيدا بها للغاية، وأول ما فعله الفتى أحضر أبويه وإخوته وقام ببناء قصر بالعطية التي منحه إياه الإمبراطور لأجلهم جميعا؛ ومن ثم توجه للإمبراطور وطلب منه يد ابنته الوحيدة للزواج، وعلى الفور قبل الإمبراطور عرضه قائلا: “أتعلم إن تفعل أنت لكنت فعلت ذلك أنا”.

ولكن كان للأميرة شرط واحد على موافقتها على الزواج به، وذلك كان يعد لها بمثابة مدى قدرته على حبها طول العمر وأنه لم يمل منها ولا من تصرفاتها وسيبادلها الحب دوما؛ ألقت الفتاة قلادتها المحببة لديها في وسط بحيرة القصر، وطلبت من الفتى إحضارها لأجلها في نصف يوم ليس أكثر من ذلك.

جلس الفتى حائرا بجوار البحيرة لا يعلم كيف سيخرج القلادة، فجاءته البطة التي أنقذها وأخرج الخاتم من حوصلتها مسبقا، عرضت عليه المساعدة بأن يخبرها ما يحزنه بهذه الطريقة، وما إن قص عليها ما حدث مع الأميرة غاصت في مياه البحيرة على الفور وخرجت بعدها والقلادة في منقارها.

أخذها الفتى وذهب بها للأميرة ولكنها رأت أنه كان اختبارا سهلا بالنسبة إليه وأنها تريد اختبارا آخر له؛ غضب الإمبراطور وأخبرها بأنه أيضا سيكون الأخير، وافقته الرأي الفتاة، وبعد قليل من الوقت استدعت الأميرة خادما من القصر وذهبت برفقته ورفقة الفتى للحديقة وأمرت الخادم بنثر عشرات الأكياس من الحبوب، وأخبرت الفتى بن عليه جمعها جميعها كما كانت قبل طلوع الشمس وانصرفت.

جلس الفتى حزينا تحت الشجرة فسمع على الفور أصوات النمل من حوله، لقد كانت النملة التي ساعدها مسبقا وقد جاءت بآلاف من جيوش النمل، وقاموا جميعا بمساعدته في جمع الحب وكان الفتى يرقب عملهم جميعا المتقن والمنظم لأبعد الحدود، وكان أيضا كلما جمعوا حبوبا بقدر كيس يقوم بتعبأتها به.

وفي طلوع الشمس قدمت الفتاة ووجدته قد أنجز العمل على أتمم وجه ممكن استسلمت لقلبها أخيرا ووافقت على الزواج به، وعاشا بسعادة أبدية.

أما عن شقيق الملك الحقيقي وتوأمه فقد توفي أثناء نفه قبل أن يتم المدة المحددة له، وبعدها بقليل من السنوات توفي الإمبراطور فأمسك الفتى البلاد وأصبح الإمبراطور، وقد اشتهر حكمه للبلاد بالحب والمودة والعطف على الجميع، ونشر العدل والمساواة بين جميع فئات وطوائف البلاد.

النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *