قصة التاجر وأولاده وعاقبة الطمع ج3
وماذا فعل جودر المسكين ، الذي يصرف على أمه وإخوته ويعمل في صيد السمك بعد أن شاهد العجب عند بحيرة قارون في مصر ، لقد طلب منه اتنان من المغاربة أن يكتفهم ويرميهم في الماء ، فمات اثنان وكسب 200 دينار من الذهب ، وخرج الرجل الثالث وأخذ يحكي له قصته الغريبة وقصة أخوته وأكمل لكم في موقع قصص قصة التاجر وأولاده ج3 وعاقبة الطمع.
قال الرجل وهو يلهث من شدة التعب والإرهاق ، لولا إنك رميت علي الشبكه يا جودر كنت غرقت تحت الماء وانا قابض على هاتين السمكتين ، وغطست في الماء حتى اموت ، ولا أقدر أن أخرج من الماء ، فقال له يا سيدي بالله عليك ان تخبرني قصة البركة وغرق الاخرين وتلك السمكتين ، وبشان اليهودي في السوق الذي يعطيني 100 دينار ، فقال المغربي يا جودر اعلم أن الذين غرقوا أولا إخواتي أحدهما إسمه عبد السلام والثاني إسمه عبد الأحد وأنا اسمي عبد الصمد ، واليهودي اخونا و اسمه عبد الرحيم ، وما هو يهودي ، وانما هو مسلم له ملة ومذهب ، وكان والدنا علمنا حل الرموز وفتح الكنوز والسحر ، وصرنا نعالج ويخدمنا مردة الجن والعفاريت، ونحن اربعه اخوه والدنا اسمه عبد الودود ومات ابونا ، وخلف لنا شيئا كثيرا ، لقد قسمنا الاموال والأرصاد حتى وصلنا الى الكتب في مكتبة أبي رحمة الله ، فوقع بيننا اختلاف كبير في كتاب إسمه أساطير الأولين ليس له مثيل ولا يقدر له عليه كبير ، ولا يعادل بظواهره أحد ، لانه مذكور فيه سائر الكنوز ، و حل كل الرموز وكان ابونا يعمل به ، و نحن نحفظ منه شيء قليل ، وكل منا طمع على ما في الكتاب من اسرار وكنوز لتحضير وتسخير الجان والعفاريت .
أخذ الرجل يحكي لجودر قصته وقال أعلم يا جودر إن الذين غرقوا كانوا اخوايا وهم عبد السلام وعبد الاحد وانا اسمي عبد الصمد ، واليهودي ، هو اخونا الاخر واسمه عبد الرحيم ، وهو ليس يهودي ولكنه مثلنا مسلم ، قال الرجل ، بعد موت ابينا اختلفنا على الكتاب ، ومن الذي سوف يأخذه والكتاب اسمه ، اساطير الأولين ، وهو كتاب ليس له مثيل ولا يقدر له أحد ولا يقدر بثمن ، ولا يعادل بجواهر العالم كلها ، لأنه مذكور فيه سائر الكنوز في الأرض ، وحل جميع الرموز وكان ابونا يعمل به ونحن نحفظ منه بعض الاشياء ، ولما وقع بيننا الخلاف احضرنا احد اصدقاء أبي ، وكان شيخ كبير وكان هو الذي علمه السحر والكهانه ، وكان اسمه الكهين الابطن ، قال الشيخ اعطوني الكتاب ، اعطيناه الكتاب فقال أنتم اولاد ولدي ، ولا يمكن أن اصل منكم أحد فليذهب من أراد ان يأخذ هذا الكتاب الى معالجه كنز الشمردل .
وياتيني بدائره الفلك ، والمكحله و، الخاتم والسيف ، فان الخاتم له مارد يخدمه اسمه الرعد القاصف ، ومن ملك هذا الخاتم لا يقدر عليه ملك ولا سلطان ، وان اراد ان يملك به الأرض بالطول والعرض يقدر على ذلك ، وأما السيف فإنه قادر على رد جيشا وهزم حامله هذا الجيش ، وإن قال له وقت هزه اقتل هذا الجيش ، يخرج من ذلك السيف برق من النار فهو يقتل جميع الجيش ، واما دائره الفلك فإن الذي يملكه إن شاء الله ، ينظر إلى جميع البلاد من المشرق الى المغرب ، فانه ينظرها ويتفرج عليها وهو جالس في اي جهه ارادها من الأرض ، و اذا غضب على اي مدينه وجه اليها دائره الشمس فأحرقها ، واما المكحله فان من تكحل بها يرى كنوز الارض ، ولكن عليكم شرط واحد ، وهو انه من عجز عن فتح هذا الكنز ، ليس له في الكتاب نصيب ، ومن فتح هذا الكنز واتاه بهذه الأشياء الأربعة ، فانه يستحق ان ياخذ الكتاب .
فقال لنا يا اولادي اعلموا ان كنز الشمردل ، تحت حكم اولاد الملك الاحمر ، وابوكم اخبرني انه كان عالج فتح ذلك الكنز من قبل ، فلم يستطيع ولكنه هرب منه الى مصر هو وأولاده وعاش في بركه اسمها بركه قارون ، وعاشوا في البركه ولم يقدر عليهم أحد بسبب المياه المنسابة والعميقة ، لان المياه مرصودا ، ثم انه رجع ولم بقدر ابوكم فضربت له تقويم ، ورأيت أن هذا الكنز لا يفتح إلا على وجه غلام من ابناء مصر اسمه جودر ابن عمر ، فانه يكون سبب في القبض على أولاد الملك الأحمر ، والقبض عليهم وذلك الغلام يعمل صيادا في البركه ، ويستخدم البركه في الصيد ، ويجب ان يقوم بتكتيف احدكم والقائه في الماء ، و محاربه اولاد ملك الجن الاحمر ، فان استطاع فاخرجه جودر واستطاع ان ينقذه ، ومن لم يستطع فيموت على يد أولاد الجن الأحمر فقررنا أن نذهب ، انا واخواتي الثلاثه ولكن اخونا الرابع ، رفض ان يذهب معنا وقال لا لا اريد شيء ، فاكتفي بالاموال التي عنده و تنكر في هيئه التاجر اليهودي حتى لا يشك فيه امرنا احد ، وطلب منه ان يذهب اليه جودر عندما يموت فيعيد البغله ، ويعطيه مئه دينار .
ولقد قبضت على اولاد الملك الاحمر ، و لقد قتلوا اخواتي الاثنين ، وهنا قال جودر ولكن اين هم أنا لا أري معك شيء ، فقال الرجل المغربي ، انهم هاتان السمكتين لقد حبستهم في الحقين ، فهذا ليس سمك ولكن هم من الجن ، هم اولاد الملك الاحمر ، فقال له هل تطاوعني ، و تاتي معي الى مدينه فاس ومكناس ، ونفتح والكنز واعطيك ما تطلب من اموال ، وتصبح أخي في عهد الله وترجع الى عيالك مجبور الخاطر ، والقلب فقال جودر ولكن يا سيدي انا في رقبتي امي واخواتي وانا الذي اجرى عليهم ، وإن رحت معك من الذي يطعمهم العيش ، فقال له هذه حجه باطله فان كان من شان المصروف، نحن نعطيك الف دينار تعطي امك تصرف منها حتى ترجع الى بلادك ، وانت لن تعود لم قبل 4 شهور فلما سمع جودر ال1000 دينار ، وافق واخذ منه الالف دينار وذهب الى امه واعطاها .
واستاذن منها وقال لها سوف اذهب مع المغربي في رحله ، وخذي من الالف دينار واصرفي منهم عليك وعلى اخواتي في الطعام ، اخذت الاموال وذهب هو في طريقه على البغله ، وسافر من الظهر الى العصر ، وشعر بالجوع الشديد ولم يرى مع المغربي شيء يؤكل ، فقال له يا اخي اني جائع ، هل نسيت ان تحضر لنا طعام ، فقال هل أنت جائع قال نعم انا جائع ، لما أكل منذ الصباح ،
فقال له المغربي اي شيء تشتهيه ، وتريد اكله ، فقال يا اخي اي شيء خبز وجبن ، فقال له هل تقول انك تشتهي العيش وجبنه فقط يا مسكين ، العيش والجبن ليس مقامك ، اطلب اي شيء طيب اوفره و اعطيه لك ، هل تريد ان تاكل دجاج ، فقال له أنا أريد ان أكل أي شيء ا ، ي شيء سيكون جميل وطيب ، انا جائع جدا ، فقال هل تحب الفراخ المحمره قال نعم وخضار، هل تحب الارز قال نعم ، واخذ المغربي يعد اصناف الطعام الى أن وصل إلى 20 صنف من الطعام وبعدها قال له افتح يدك يا جودر، انا سوف اعطيك الطعام ، فتح بعدها المغربي يده وادخلها في الحق الذي معه ، واخرج اخذ يخرج الطعام في اطباق من الذهب ، الفراخ المحمره واللحوم والكباب والكثير من اصناف الطعام ، وكان جودر يتعجب مما يرى امامه ، فقال له كل كل يا مسكين انت جائع ، قال له كيف هذا فقال له الرجل المغربي ، ان هذا الحق مرصود فيه جني ينفذ كل ما اطلبه وبعد ان أكل وشبع وأخرج إبريق به ماء توضأ وصلى ، واستراح قليلا حتى الصباح وبعدها يكمل رحلته..
يتبع