جحا و الارنب
في يوم من الايام وبينما كان جحا يسير في الطريق بمفرده رأى رجلا يتعرض للسرقة من بعض اللصوص ، على الفور لم يتردد جحا وانطلق مسرعا لمساعدة هذا الرجل و تخليصه من اللصوص ، تمكن جحا من انقاذ الرجل الذي اخذ يشكر جحا كثيرا ، طلب الرجل من جحا ان يأتي معه الى المنزل لكي يستضيفه ويعبر له عن شكره ، في البداية رفض جحا ولكن مع اصرار ذلك الرجل وافق جحا ، وصل جحا الى منزل الرجل فقام الرجل باهداء جحا ارنبا سمينا ، سعد جحا بذلك كثيرا وشكر الرجل واخذ الارنب وعاد الى منزله.
بعد اسبوع عاد الرجل الى جحا واخذ يطرق الباب كثيرا ، خرج له جحا ولكن جحا لم يتذكر ذلك الرجل وسأله : ماذا تريد يا اخي ؟ ، قال له الرجل : الا تتذكرني يا جحا ؟ ، قال جحا : في الحقيقة لا اتذكرك ، قال الرجل : انا ذلك الرجل الذي انقذته من اللصوص واهداك الارنب في الاسبوع الماضي ، قال جحا : نعم تذكرتك انت بحق انسان طيب فالارنب كان طعمه لذيذ جدا ، لقد اكلت منه انا وزوجتي وابنائي حتى شبعنا ، قال الرجل لجحا : اذا زوجتك تعرف الطهو يا جحا ، تعجب جحا من هذا السؤال ولكنه اجابه قائلا : نعم ان زوجتي ماهرة جدا في الطهي خاصة في طهي الارانب.
قال الرجل لجحا : لا يمكنني ان اصدق ما اقوله حتى اجرب طهي زوجتك ، قال جحا : لك ما اردت ايها الصديق هيا تفضل معي الى الداخل وسوف اجعلك تتذوق اشهى الطعام ، دخل جحا مع الرجل الى المنزل وطلب جحا من زوجته ان تعد بعض الطعام ، بدأ الرجل يأكل و جحا يتعجب من هذا الرجل ، فالرجل لا يتوقف عن الاكل حتى انه لا يرد على حديث جحا ، انتهى الرجل اخيرا من طعامه وقال : لقد صدقت يا جحا ان زوجتك ماهرة جدا في اعداد الطعام ، لقد اكلت اليوم الذ طعام في حياتي ، بعدها انصرف الرجل من منزل جحا وغادر.
في اليوم التالي سمع جحا باب بيته يدق ، فتح جحا الباب فوجد بضعة من الرجال يقفون عند الباب ، قال جحا : من انتم وماذا تريدون ؟ ، قال رجل من ضمن الرجال : نحن جيران الرجل الذي اهداك الارنب ، سكت جحا قليلا وقال : ان ذلك الرجل كان طيبا جدا معي ولا يمكن لي ان اخذل جيرانه ابدا ، ادخل جحا الرجال وطلب من زوجته اعداد الطعام لهم ، اكل الرجال وبعد ان انتهوا من تناول الطعام اخبروا جحا بان زوجته طاهية بارعة جدا ، وان الطعام شهي للغاية ، رد عليهم جحا بان زوجته فعلا طاهية بارعة وهي تجيد الطهي جدا وطعام اليوم اثبت صدق ما يقوله.
بعدها انصرف جيران الرجل صاحب الارنب بعد ان تناولوا الطعام ، في اليوم التالي دق باب جحا ، فتح جحا الباب فوجد رجالا لا يعرفهم ، سألهم جحا : من تكونون ؟ ، قالوا : نحن جيران جيران الرجل الذي اهداك الارنب ، فورا تذكر جحا الرجل الذي اهداه الارنب ، فكر جحا في حيلة تجعله يتخلص من هذه الزيارات كل يوم ، قال جحا : هيا ادخلوا فسوف اكرمكم كما اكرمت جيرانكم ، قال الرجال : يا لك من شخص كريم يا جحا ، قدم جحا الى الرجال ماء ساخن ، غضب الرجال كثيرا وقالوا : يا جحا ما هذا الذي تقدمه لنا انه فقط ماء ساخن ، قال جحا : اعلم ان هذا ماء ساخن فهذا مرق مرق الارنب يا جيران جيران صاحب الارنب.