فلنتقاسمها
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص. لقد اضفنا اليوم قصة جديدة استمتعوا!
اعتادتْ سلوَى كُلَّ صباحٍ وقبلَ ذهابِها للمدرسة أنْ تدخلَ إلى المطبخِ وتقوم بإعدادِ شطيرةٍ كبيرةٍ لتتناولَها بالمدرسة في فترة الفُسحة.
وفي ذلك الصَّباح توجَّهت سلوى للمطبخ كعادتِها وتفنَّنتْ في تجهيز شَطِيرَتِها وحَشْوِها بالجُبن وقِطَعِ الطَّماطم الصَّغيرة والخضروات الطَّازجة، وما كادتْ تنتهي من عملِها حتَّى دَسَّتِ الشَّطيرة في حقيبتِها الصَّغيرةِ وأسرعتْ للذَّهاب للمدرسة.
كعادتِها دومًا وصلت مبكرًا ووقفتْ قليلاً مع صديقاتِها كلٌّ مِنْهُنَّ تحكي للأُخرى ماذا ذاكرتْ أمْسِ، وما هي إلَّا دقائقُ حتَّى تَوَجَّهَتْ مع صديقاتِها إلى الفصل ليبدأَ اليومُ الدِّراسيُّ الجميلُ.
جلستْ سلوى في مكانِها بالفصل تستمع للمُعَلِّمَةِ وهي تشرح الدَّرس، كانت سلوى تُصغي للمعلِّمة بانتباهٍ وتركيزٍ شديديْن لتستوعبَ وتفهمَ ما تقوله المعلِّمة فذلك يساعدها كثيرًا على الاستذكار عند عودتِها للمنزل.
مرَّت الحِصَصُ سريعاً ودقَّ جرسُ الفسحة فانطلقتِ التِّلميذاتُ لتناول الطعام في ساحة المدرسة، وهنا امتدَّتْ أصابعُ سلوى الرَّقيقة تفتح حقيبتها وتُخرج منها شطيرةَ الجبن التي أعدَّتها بنفسها لتلحقَ بزميلاتِها في ساحة المدرسة وتتناول معهنَّ طعامَها.
ما كادتْ سلوى تُخرج شطيرتها وتتَّجه لباب الفصل للخروج حتى انتبهتْ لصديقتِها رشا التي كانتْ لا تزال جالسةً في مكانِها بالفصل وحيدةً، اندهشتْ سلوى وتساءلتْ في نفسها: لماذا لم تُغَادِرْ رشا الفصل كباقي زميلاتها.
اتَّجهت سلوى بخطواتٍ سريعةٍ لصديقتها رشا وسألتْها عن سبب جلوسها وحيدةً هكذا، وهنا أخبرتها رشا أنَّها نسيتْ إحضارَ طعامِها معها من المنزل لذا لا داعيَ لنزولها للفسحة لأنَّها حين سترى صديقاتها يتناولَنْ طعامَهُنَّ سيزداد جوعُها أكثرَ.
ما كادتْ سلوى تسمع مشكلةَ صديقتِها حتى جلستْ بجوارِها وقَسَّمَتِ الشَّطيرة نصفين وقدَّمت نصف الشطيرة إلَى رشا قائلةً: يُسعدني أن نتقاسم الشطيرة معاً.
حاولتْ رشا أن تعتذرَ بحُجَّةِ أنَّ الشطيرة بالكاد تكفي سلوى ولكن مع إصرار سلوى امتدَّت أصابعُ رشا وتناولتْ نصف الشطيرة وأكلتا وجبتهما الصَّغيرة في سعادةٍ وحُبٍّ.