قصة حامد والتاجر العجول

0

اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

في قرية بعيدة بين الجبال، عاش فلاح بسيط يدعى سالم. كان سالم معروفًا في قريته بالحكمة والهدوء في اتخاذ قراراته، وكانت حياته تسير بنجاح لأنه دائمًا ما كان يفكر مليًا قبل أن يقدم على أي خطوة. لكن كان لديه ابن يُدعى حامد، شاب مفعم بالحيوية ولكنه متسرع في اتخاذ قراراته.

ذات يوم، بينما كان سالم وابنه يعملان في الحقل، جاء رجل غريب إلى القرية، وكان التاجر معروفًا بأنه يجيد الإقناع ويستغل عجلة الناس في اتخاذ قراراتهم. وقف التاجر أمام حقل سالم وقال لحامد: “أيها الشاب، أرى أن لديك محصولًا جيدًا من القمح. أنا مستعد لشراءه منك الآن بسعر مرتفع، ولكن عليك أن تقرر الآن! إذا انتظرت، فقد لا تجد هذا العرض مرة أخرى.”

تفاجأ حامد بهذا العرض المغري. كان السعر أعلى مما توقعه بكثير، وبدون تفكير أو استشارة والده، قال للتاجر: “موافق! سأبيع لك المحصول.”

سمع سالم الحديث، لكنه لم يتدخل. فضل أن يرى كيف ستتطور الأمور. وقّع حامد على الصفقة وأعطى التاجر المحصول كاملاً. شعر حامد بالفخر والإنجاز، لأنه ظن أنه أبرم صفقة العمر.

في اليوم التالي، جاء رجل آخر إلى القرية، وكان تاجرًا آخر يبحث عن القمح. بعد أن تفقد الحقول، اقترب من حامد وسأله عن محصوله. قال حامد بفخر: “لقد بعت كل القمح بالأمس.”

سأله التاجر: “ولكم بعته؟” عندما أخبره حامد بالسعر، ضحك التاجر وقال: “لو كنت قد انتظرت يومًا واحدًا فقط، لكنت دفعت لك ضعف هذا المبلغ!”

اندهش حامد وشعر بالندم. عاد إلى والده سالم وقال له: “يا أبي، لماذا لم تقل لي شيئًا عندما كنت أبرم الصفقة؟ كنت ستنقذني من هذا الخطأ.”

ابتسم سالم وقال: “يا بني، ليس دائمًا ما يكون من الحكمة التدخل. أحيانًا يجب أن تتعلم الدروس بنفسك. كنت أعرف أن العجلة ليست جيدة، ولكن كان من الضروري أن تدرك بنفسك قيمة التروي والتفكير قبل اتخاذ القرارات.”

أدرك حامد بعد هذه التجربة أن العجلة قد تؤدي إلى قرارات خاطئة، وأن التروي والبحث عن أفضل الخيارات هو السبيل لتحقيق النجاح.

مرّت الأيام، وبدأ حامد يتعلم من أخطائه. في أحد الأيام، عرض عليه أحد التجار صفقة أخرى، ولكن هذه المرة لم يوافق على الفور. قال للتاجر: “سأفكر في الأمر، وأعود إليك غدًا.”

وبالفعل، بعد أن استشار والده وبحث عن خيارات أخرى، اكتشف أن هناك تجارًا آخرين مستعدين لدفع أكثر. هذه المرة، استطاع حامد أن يبرم صفقة أفضل بكثير مما كان سيفعله لو تسرع.

عاد حامد إلى والده سالم وقال: “لقد تعلمت اليوم درسًا مهمًا، يا أبي. الصبر والتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات يمكن أن يغير كل شيء.”

ابتسم سالم وقال: “هذا هو الدرس الذي أردتك أن تتعلمه يا بني. في الحياة، ليست كل فرصة يجب أن تُغتنم بسرعة. أحيانًا تكون الحكمة في الانتظار، فالعجلة قد تضيّع عليك الأفضل.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح حامد شابًا حكيمًا في اتخاذ قراراته، يعيد التفكير في كل خطوة قبل أن يقدم عليها.

النهاية

 

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستفيد غيرك.
ادارة موقع قصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *