يُحكى انه كان هناك ارنب صغير يعيش مع مجموعة الارانب في احدى الغابات الشاسعة ، اعتاد هذا الارنب اللعب و اللهو في اماكن متفرقة من هذه الغابة بمفرده ، وفي يوم من الايام وبينما كان هذا الارنب يقفز لم ينتبه لوجود حفرة كبيرة مختفية بين الاعشاب في الارض ، سقط الارنب في الحفرة وشعر بألم شديد ، بدأ الارنب الصغير يصرخ باعلى صوته قائلا : ساعدوني ارجوكم ساعدوني ، هل يسمعني احد ؟ ، ظل الارنب الصغير يردد هذه الكلمات ولكن بدون جدوى ، فجأة ظهر للارنب ذئب كبير الحجم ، شعر الارنب بالخوف الشديد.

كان الارنب يعلم ان نهايته قد اقتربت فبكل تأكيد الذئب سوف يقوم بالتهامه ، قال الذئب : ماذا بك ايها الارنب المسكين هل تريد اي مساعدة ؟ ، قال الارنب : لا ايها الذئب فقط اتركني وشأني ، قال الذئب : لا تخف مني ايها الارنب فانا صديق لحيوانات الغابة وقد امتنعت عن اكل اللحوم وانا الان لا آكل سوى الخضروات و الفواكه المتساقطة من الاشجار ، ارجوك دعني اساعدك واعدك اني لن التهمك ، لم يصدق الارنب ما قاله الذئب و طلب منه الانصراف ، اخبره الذئب بانه سوف يعود في اليوم التالي لكي يمد له يد العون مرة اخرى ، فبكل تأكيد لن يبقى الارنب طويلا في هذه الحفرة.

 

على الرغم من ان الارنب كان دائم الصراخ الا ان احدا لم يسمعه ايضا ، في اليوم التالي اتى الذئب الى الارنب ليجده ضعيفا متعبا على وشك ان يموت من العطش و الجوع ، قال الذئب : انظر ايها الارنب لقد احضرت لك بعض الطعام لكي تتقوى به ، بالفعل القى الذئب الطعام للارنب الذي لم يتردد في التهامه ، في النهاية لم يكن بيد الارنب سوى الموافقة على مساعدة الذئب له ، اخرج الذئب الارنب وساعده في التقاط انفساه اسفل شجرة ، ليس هذا فقط بل انه احضر له الماء لكي يروي عطشه ، ظن الارنب ان الذئب الآن سوف يهجم عليه ويستغل ضعفه ويأكله.

ما حدث كان مفاجأة حيث ترك الذئب الارنب وغادر المكان وقبل ان يغادر الذئب قال : لقد اخبرتك وانت في الحفرة اني الآن صديق لكافة حيوانات الغابة ولم اكن انوي ايذائك ابدا ، غادر الذئب اما الارنب فقد عاد مسرعا الى مجموعة الارانب الذين كانوا يبحثون عنه في كل مكان ، اخبرهم الارنب بكل شيء حدث معه وكيف ان الذئب انقذه وتركه وغادر ، شعرت الارانب بالتعجب من هذا الموقف ، مرت الايام وفي يوم من الايام وبينما كان احد الارانب يسير في الغابة ظهر له ثعلب كاد يلتهمه ، على الفور تدخل ذلك الذئب لينقذ ذلك الارنب ليهرب الثعلب بعيدا.

شكر الارنب ذلك الذئب وعاد الارنب الى مجموعته ليخبرهم بما حدث معه ، فرحت الارانب كثيرا لانه واخيرا هناك حيوان مفترس يدافع عنهم ضد الحيوانات الاخرى التي ترغب دائما في ايذاء مجموعة الارانب ، تطور الامر الى ان تلك الارانب اصبحت تسمح للذئب ان يقترب من المجموعة واصبح الذئب يعلم اين تسكن هذه الارانب ، كان هناك من بين مجموعة الارانب ارنب يدعى فهمان ، اخذ هذا الارنب يحذر الارانب من مكر الذئب ، فالذئب يفعل كل هذا من اجل غرض محدد ، لكن مجموعة الارانب لم تكن تستمع له ، في يوم من الايام اختفى احد الارانب الذي كان ذاهبا للبحث عن الطعام لاسرته.

 

بحثت الارانب طويلا عن هذا الارنب ولكن بدون جدوى ، بدأت الارانب تختفي واحدا تلو الآخر ، قرر الارنب فهمان مراقبة الذئب فاكتشف امرا مريبا ، عثر الارنب فهمان على قفص كبير عند اطراف الغابة ، هذا القفص يوجد به جميع الارانب التي اختفت ، عاد الارنب فهمان مسرعا الى مجموعة الارانب واخبرهم بما رآه ، قررت الارانب ان تجتمع معا وتهاجم بيت ذلك الذئب الشرير ، وبالفعل تمكنت الارانب من هزيمة الذئب الذي هرب مبتعدا وفي النهاية تم تحرير جميع الارانب الذين كادوا يخسرون حياتهم على يد ذلك الذئب الماكر ، ليتعلم بعدها الارانب درسا مهما جدا لن ينسوه وهو الا يثقوا في اي حيوان مفترس ابدا.

العبرة من القصة

 

كثير من الاشخاص يظهرون لنا انهم يحبوننا ولكن الحقيقة عكس ذلك ، علينا دائما ان نحذر من اي شخص يتصنع الحب لنا وفي الحقيقة لا يحبنا فليس كل من يعاملنا بلطف يستحق منا ان نعامله بنفس المعاملة ، فحسن الظن بالآخرين من الامور الحسنة ولكنه ليس ملائما مع الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *