قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج2
ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.
أمر الملك الحراس بأن يجلبوه لداخل القصر ليمثل أمامه، استحوذ الرعب وتملك قلب الفتى وأصبح في حيرة من أمره وكثير التفكير في مصيره المحتوم الذي ينتظره بالداخل عند مقابلة الملك والمثول أمامه لمحاكمته بعدما انقض عليه الحراس وأخذوه عنوة؛ ولكن سرعان ما أصبح أمام ملك بلاده، انحنى الفتى وشرع يتوسل إليه، فأشفق الملك على حاله …
الملك: “لا تقلق أيها الفتى فأنا لم أجعلهم يأتون بك إلى هنا من أجل محاكمتك، وإنما جئت بك هنا بسبب شجاعتك وجرأتك، أخبرني من أنت؟ ومن أين أتيت؟!”
أجابه الفتى قائلا: “اسمي آليكس، وقد قدمت من البادية يا مولاي”.
الملك: “يظهر على ملابسك أنك من البادية فقد زرتها أكثر من مرة، وأعلم كم أن أهلها أناس طيبون، يحبون العمل ويجتهدون في أدائه ولكنك لم تركت أرض البادية حيث الهدوء والراحة وقدمت للمدينة الصاخبة؟!”
الفتى: “جئت باحثا عن عمل يا مولاي”.
الملك: “ألم تكن تعمل بالبادية فعلى حد علمي لديكم بها الكثير من الأعمال هناك”.
الفتى: “لقد كنت أعمل بها ولكن والدي قام بطردي منها عندما وجدني مصرا على حرصي على التعلم”.
الملك: “ألا يريدك أن تتعلم والدك؟!”
الفتى: “إن والدي يفضل الأموال على العلم يا مولاي، فلي من الإخوة الكثيرين وأنا أكبرهم سنا لذلك أساعد والدي في إطعامهم وشرابهم وتربيتهم”.
الملك: “وجزاءا لأمانتك سأكافئك، من لآن فصاعدا ستكون مرافقي الشخصي والأمين على خزائني والمطلع الوحيد على كل أسرار المملكة، كما أنك ستكون مرافق ابنتي الوحيدة حيث أنها دائما تشعر بالوحدة ولا أثق بأحد هنا لأجعلها برفقته، أتعلم لو وقع هذا المفتاح بيد أحد غيرك لكانت المصيبة الكبرى بالنسبة لي، إنه مفتاح لمكان سري للغاية وبه سر أخطر منه؛ أما بالنسبة لتطلعك للعلم فسأوصي معلم القصر ليعلمك بنفسه”.
غمرت الفتى السعادة، لقد شعر بالسعادة من كل قلبه وكأنه لم يسعد يوما قبله، من كثرة فرحته عجز عن كيفية شكر الملك لدرجة أن الملك نفسه شعر بمدى مشاعر الفتى وعدم قدرته على الكلام وحسن التصرف، وبالكاد استطاع الفتى أن يقول لملكه: “لا أعلم كيف أشكرك يا مولاي، ولكني أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي، وأن أكون على قدر المسئولية التي أوكلتها لي”.
أمر الملك رجاله بتخصيص حجة للفتى بنفس الجناح الخاص به حتى كون على مقربة منه، وبالفعل في أقل وقت كانوا قد فعلوا ما أمرهم به ملكهم؛ لقد كان هناك من يحقد على الفتى ويحمل له مشاعر الغيرة والبغض والكراهية الشديدة لدرجة أنه لم يستطيع إخفاء مشاعره هذه حتى أمام الملك، فقد أبداها ولم يخفها عندما أخبر الملك قائلا: “يا مولاي أرى أنك لم توفق في اختيارك لذلك الفتى، فربما كان من أعدائنا وما فعله إنما هو ادعاء وتمثيل لتثق به وتملكه من نفسك، إنني أخشى عليك يا مولاي”.
ولكن الملك طمأنه وهدأ من روعه وأخبره أنه على دراية كاملة بما يفعله، وأنه لا يحق له حتى وإن كان قائد كل جيوشه وفرسانه التدخل في شئون ملكه، اغتاظ القائد من رد الملك فاستأذن منه بالرحيل بحجة نه يشعر ببعض الإعياء، ولكنه كان حاقد على الفتى وبخاصة عندما أمره الملك بمرافقة ابنته الوحيدة والتي معجب بها قائد الجيوش والفرسان.
وبهذه الطريقة أًصبح الفتى دون شعور منه العدو الأول والوحيد لقائد الفرسان نفسه، كان الفتى مجتهدا ومجدا في عمله الموكل إليه من الاعتناء بالملك شخصيا، ومرافقة ابنته الوحيدة علاوة على أوامره والتي إن تأخر فيها تتطبق عليه قواعد لقصر ولتي ممكن أن يكون فاقدا لحياته مثله مثل غيره من الباقيين أيضا، لذلك كان يكثف مجهوده ويجعل تركيزه وهمته دائما حاضرين لكيلا يقع في أي من الأخطاء المحذر عليه ألا يرتكبها.
كان أهم أمر من أوامر الملك أنه يوميا وبغروب الشمس يقدم للملك طبقا مغطى يوجد بحجرة سرية، والتي مفتاحها المفتاح بعينه الذي كان سببا فيما وصل إليه الفتى من آمال م يكن ليخطر بباله أن يصل إليها يوما، وقد كانت الحجرة السرية هذه …
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع