قصة جحا وحمار الوالي
ذات يوم زار جحا احد اصدقائه وكان يعمل وزيراً لدي الوالي في احدي البلاد البعيدة، وكان يحكم هذه البلدة والي لا يميز بين الحق والباطل، وكان شعبه صابرين علي أذاه يحتسبون الاجر من الله سبحانه وتعالي، بينما غادر الكثير من الشباب هذه البلدة هرباً من ظلم هذا الوالي وجهله، وفي يوم من الايام بعد وصول جحا الي هذه البلدة بحوالي اسبوع ، خطر علي بالي الوالي فجأة ان يعلم حماره حروف الجاء العربية، فقرر أن يستدعي كبير الحكماء وطلب منه ان يقوم بتعليم هذا الحمار الحروف العربية، استنكر الحكيم طلب الوالي العجيب وقال له في دهشة : حمار يتعلم ؟ لم نسمع بمثل هذا الشئ من قبل في حياتنا ولا في حياة آبائنا ولم نقرأ عن هذا شبهاً في كتب الأقدمين .
انفرج الوالي في وجه الحكيم غاضباً وامر بنفية خارج البلاد وابعاده عنها للأبد، ثم ارسل يعلن في جميع انحاء البلدة انه سوف يقدم مكافأة عظيمة لمن يقوم بتعليم حماره حروف الهجاء العربية التي كان يجهلها الوالي نفسه، وصلت الاخبار الي جحا الذي قرر الذهاب الي الوالي علي أساس انه معلم قدير للبهائم والحمير وانه قادر علي تعليم حمار الوالي حروف الهجاء، وعندما علم الناس بنية جحا حاولوا منعه خوفاً عليه من بطش الوالي إلا ان جحا لم يبال بكل ما سمع منهم واتجه علي الفور الي قصر الوالي يمشي بثقة واصرار .
سمح له الحرس بالدخول الي مجلس الوالي بعد أن اخبرهم انه معلم خبير بالحمير، ثم قال جحا للوالي في ثقة وجدية : انا مغرم بتعليم الحمير ولدي خبرة كبيرة في هذا المجال كما انني امتلك مدرسة شهيرة لتعليم الحمير في احدي البلاد البعيدة، وليس هذا فقط، بل إنني قادر كذلك علي تعليم اللغات الاجنبية .. فرح الوالي بشدة وأمر لجحا بصرة من الدراهم الذهبية اكراماً له واتفق الوالي مع جحا ان يبدأ بتعليم الحمار علي الفور وأن يعطي جحا داراً وخدماً تليق به واشترط جحا علي الوالي ان يتم تعليم الحمار في غرفة معدة خصيصاً لهذا في قصر الوالي بنفسه وان يعطيه مهلة ثلاث سنوات وان يشارك الوالي بشكل يومي لمدة ساعة كامل في الحصص الدراسية التي سيعطيها جحا للحمار وان يشاركه كذلك في حل الواجبات .
وافق الوالي علي كافة شروط جحا تقديراً منه لهذا المعلم القدير كما قرر صر راتب له طوال فترة التعليم معلناً انه لو تمكن من تعليم الحمار سوف يعطيه جائزة كبيرة تضمن له العيش برفاهية وثراء طوال حياته، كما انه حذره من الفشل في المهمة وقبل جحا بكل شروط الوالي وتعهد بهذا امام الحاشية والوزراء وعندما خرج جحا من مجلس الوالي استوقفه صديقة الوزير وقال له : ايها الاحمق ! كيف تقبل شرط الوالي ؟ هل انت مجنون ؟ سوف يقتلك إن لم تنجح بمهمتك .
ضحك جحا طويلاً ثم قال : يا اخي خلال هذه السنوات القليلة سوف ابذل قصاري جهدي لتعليم الحمار فإن لم يتعلم وهذا مؤكد، فسوف يتعلم الوالي علي الاقل ووقتها سوف يميز بين الصواب والخطأ واكون بذلك خدمته وخدمة اللدة كلها، اما إن لم يتعلم احد منهما فسوف أطلب تجديد المهلة مدعياً ان الحمار بدأ يتعلم إلا ان ذهنة غليط ويحتاج الي فترة اطول وخلال هذه الفترة إما ان اجن انا او ينتهي عمري وأموت أو يتعلم الوالي او يجن او ينتهي عمره فيموت او يموت الحمار او تقوم الساعة فنموت جميعاً ، وراح صديق جحا الوزير يضحك بشدة فقال له جحا : قل لي الآن ، من منا الأحمق ايها الذكي ؟!