القصة

في قرية صغيرة وسط الجبال، كان هناك صبي يُدعى ياسر، يبلغ من العمر عشر سنوات. كان ينتظر شهر رمضان بشوقٍ كبير، فقد كان يسمع عن الأجواء الرائعة التي تملأ القرية، وعن الصيام الذي يُعلّم الصبر والقوة. لكنه كان متحمسًا لسبب آخر أيضًا… فقد سمع عن كنز رمضان المفقود!

كان جده يُحدثه دائمًا عن كنزٍ مخبأ في القرية، لكنه ليس كنزًا من الذهب والفضة، بل كنزٌ لا يراه إلا من كان قلبه نقيًا، وروحه صادقة. قرر ياسر أن يجد هذا الكنز في رمضان، وكان أول يومٍ للصيام هو بداية مغامرته!

استيقظ ياسر قبل الفجر، وجلس مع عائلته على السحور، أكل بعض التمر وشرب الحليب، ثم صلّى الفجر مع والده في المسجد. شعر بطاقة عجيبة تسري في جسده، كأن هناك نورًا يملأ قلبه! لكنه لم يكن يعرف بعد كيف يبدأ البحث عن الكنز.

في اليوم الأول، شعر بالجوع بعد الظهر، فذهب إلى جده وقال:
— جدي، أشعر بالجوع والعطش، كيف أتحمل حتى المغرب؟
ابتسم الجد وقال:
— الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو قوة الإرادة والصبر، ومن يصبر يصل إلى كنز رمضان.

فكّر ياسر في كلمات جده، وقرر أن يلهي نفسه بشيءٍ مفيد، فذهب إلى المسجد، وبدأ يقرأ القرآن. شعر براحةٍ لم يشعر بها من قبل، وكأن الكلمات تنير قلبه. وعند اقتراب وقت الإفطار، عاد إلى البيت وساعد والدته في تحضير المائدة، ثم جلس مع عائلته، ينتظر أذان المغرب.

عندما سمع صوت الأذان، شعر بسعادة كبيرة، وشرب الماء وأكل التمر، ثم صلّى المغرب مع والده. في تلك اللحظة، شعر بشيءٍ غريب… كأن قلبه أصبح أكثر سعادة وراحته ازدادت!

تكرر الأمر في الأيام التالية، كان يساعد المحتاجين، يبتسم في وجه الجميع، يصلي بتركيز، ويقرأ القرآن يوميًا. وعندما جاء اليوم العاشر من رمضان، ذهب إلى جده وقال:
— جدي! لقد بحثت عن كنز رمضان في كل مكان، ولم أجده!
ضحك الجد وقال:
— يا ياسر، لقد وجدته بالفعل! إن كنز رمضان هو الفرح الذي في قلبك، قوة إرادتك، حبك للخير، وسعادتك بمساعدة الآخرين!

حينها، أدرك ياسر أن رمضان ليس فقط صيامًا عن الطعام، بل هو كنزٌ من الروحانيات والخير، وأنه كلما فعل خيرًا، زاد كنزه الحقيقي! ومنذ ذلك اليوم، أصبح ياسر أكثر حماسًا لاستقبال كل رمضان جديد، ليجمع كنوزه الروحية ويصبح إنسانًا أفضل!