قصة سفينة فضائية
سارة طفلة في العاشرة من عمرها، كانت تُحبّ أن تُشاهد القنوات العلمية كثيرًا، وذات يوم كان يُعرض برنامج عن رحلة فضائية يقوم بها علماء الفضاء، وكم تمنّت سارة أن تكون بينهم وهي الفتاة التي جعلت من رحلة الفضاء هدفًا له، ولما حلّ المساء أوت سارة إلى فراشها في غرفتها الصغيرة التي دُهن سقفها بلون الفضاء ولوّن بالنجوم الفضية اللامعة، كانت تتأمل تلك النجم بشغف وتحاول دائمًا أن تسأل نفسها تُرى ماذا يوجد في تلك النجوم؟ هل عليها أناس يعيشون مثلنا؟ كم أتمنى أن أذهب ليها لأشاهد بأمّ عيني ما عليها. في لحظة ما، ولمّا كانت سارة تتمتم بتلك الكلمات وإذا بمارد عظيم يظهر أمامها فجأة، كان ذلك المارد ذا لونٍ فضيّ رائع ولكنّه يملك ثلاثة عيون بدل الاثنتين، ويملك كذلك ستة أيدٍ وهو كبير جدًّا، خافت سارة من ذلك المارد والتصقت بالحائط وبدأت ترجوه ألذا يؤذيها قائلة له: أرجوك، أرجوك أنا لم أؤذ أيّ مخلوق لا تؤذني أيها المارد العظيم، ضحك المارد من قولها وقال لها: لن أؤذيك يا صغيرتي، أنا جئت الآن لأصطحبك في رحلة فضائية في سفينتي، فقد سمعت عن رغبتك بالذهاب إلى مثل تلك الرحلة. لم تصدق سارة ما سمعته، وطارت من فرحها وركضت إليه وقالت: هيّا أيها المارد الطيب لنذهب فبل أن نتأخر وتغيب النجوم، ركبت سارة في السفينة وكانت سفينة ضخمة عظيمة، وحاولت أن تبقى مُمسكة بجدار السفينة؛ لأنَّها لمَّا أقلعت كانت قوية جدًّا فخافت على نفسها من السقوط، وأسرعت السفينة بسرعة الضوء في تحليقها ووصلت إلى الفضاء، ويا له من منظرٍ رائع حين شاهدت الفضاء الأسود وكأنه الثوب الجميل المرصع بالألماس الملوّن، كانت النجوم لامعة جدًّا وكأن الدنيا كلها ترقص فرحًا برؤية سارة للفضاء. بدأ سكان النجوم بالخروج من منازلهم وإلقاء السلام على سارة، وهي تلوّح لهم بكلتا يديها وكاد قلبها يطير من الفرح، كيف لا وهي التي حلمت دائمًا بمثل تلك الرحلة الرائعة الجميلة، ثم رأت آلة تصوير في تلك السفينة بدأت تلتقط لنفسها صورًا مع سكّان النجوم حتّى وصلت أخيرًا إلى الشمس، لم تصدّق سارة أنّها تقف الآن أمام الشمس وصارت تحاورها وتسألها عن سبب حرارتها في الصيف وبرودتها في الشتاء، والشمس تجيب بابتسامة عريضة وهي فرحة بأنّ أحدًا من البشر ما زال يهتم بالسؤال عنها. في هذه اللحظات علا صوت أم سارة وهي توقظها إلى المدرسة، فصحت سارة من نومها وعلمت أنّ جميع ما راته كان مجرد حلمٍ لا حقيقة، ولكنّها عزمت على أن تجعله حقيقة في يوم من الأيام. العبرة المستفادة من هذه القصة أنَّه لا بدّ للإنسان من أن يُفكّر دائمًا في حلمه، فيكون مثل سارة التي تعمل في جدٍّ واجتهادٍ من أجل الوصول إلى حلمها وهو التحليق بين النجوم.