بقلم: زكريا تامر

خاف أهل المدينة وتصايحوا متسائلين : أين الشمس ؟ لماذا لم تشرق ؟ بعضهم قال : ان الشمس ما تزال نائمة وقد أتعبها العمل المتواصل والبعض الآخر قال : إن لصوصاً اشراراً سرقوا الشمس، اما الديك فقد قال : إن الشمس منهمكة في اعداد طعام الافطار، فقوبل قوله بالاستهزاء، خجل الديك واشتاق الي الشمس فصعد الي قمة الجبل وصاح منادياً الشمس .

أتاه فوراً صوت الشمس يقول متسائلاً بنزق : ماذا تريد ؟ قال الديك : لماذا لم تشرقي هذا الصباح ؟ قالت الشمس : أهل المدينة لا يستحقون ما أمنحهم من ضياء، إنهم لا يبالون بي، حتي الصغار الذين احبهم لا ينظرون الي نظرة واحدة، قال الديك : سأنذر الناس وانبههم الي خطئهم، وسأطلب من قلوبهم ان ترتعش حباً لك ساعة تشرقين .

فرحت الشمس بكلام الديك وقالت له : اذن سأشرق الآن، عادت الشمس تشرق كل صباح وكان الاولاد الصغار حين يغادرون منازلهم قاصدين مدارسهم، ينظرون بحب الي الشمس ويقولون لها : صباح الخير، فتضحك الشمس سعيدة ولكنها ما تزال مصممة علي الامتناع عن الشروق يوم ينساها الناس ويكفون عن حبها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *