قصة الفلاح المثابر
كَانَ يَوْمًا جَمِيلًا فِي الرِّيف، حَيْثُ كَانَت الشَّمْسُ تَشْرَقُ بِشَكْلٍ جَمِيلٍ وَالطَّبِيعَةُ تَتَلَأَلَأُ بِأَلْوَانِهَا الزَّاهِيَةِ. وَفِي هَذَا اليَوْم، كَانَ الفَلَّاحُ يَعْمَلُ فِي حَقْلِهِ، حَيْثُ كَانَ يَرْوِي النَّبَاتَاتِ وَيَزْرَعُ بِذُورًا جَدِيدَةً.
فَجَأَةً، شَاهَدَ شَيْئًا غَرِيبًا فِي الْأَفْقِ. كَانَتْ هُنَاكَ سَحَابَةٌ ضَخْمَةٌ تَتَقَدَّمُ بِبُطْءٍ نَحْوَهُ. فِي الْبَدَايَةِ، لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَا هُوَ هَذَا الشَّيْء، وَلَكِنَّ سُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ أَنَّهَا عَاصِفَةٌ قَوِيَّةٌ.
حَاوَلَ الفَلَّاحُ الْهَرَبَ، وَلَكِنَّ الرِّيَاحَ الْقَوِيَّةَ وَالْأَمْطَارَ الْغَزِيرَةَ عَرَقَلَتْ طَرِيقَهُ. فَقَرَّرَ الْبَقَاءَ فِي مَكَانِهِ وَمُوَاجَهَةَ الْعَاصِفَةِ. اسْتَغْرَقَتِ الْعَاصِفَةُ سَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ، وَكَانَ الفَلَّاحُ يَتَحَمَّلُ الرِّيَاحَ الْعَاتِيَةَ وَالْأَمْطَارَ الْغَزِيرَةَ.
عِنْدَمَا انْتَهَتِ الْعَاصِفَةُ، شَاهَدَ الفَلَّاحُ الضَّرَرَ الَّذِي تَسَبَّبَ فِيهِ الطَّقْسُ السَّيِّءُ. لَقَدْ أَتْلَفَتْ الْعَاصِفَةُ حَقْلَهُ بِالْكَامِلِ، وَلَمْ يَتَبَقَّ سِوَى الْأَشْجَارِ الْمَتَكَسِّرَةِ وَالنَّبَاتَاتِ الْمَتَعَثِّرَةِ.
لَكِنَّ الفَلَّاحَ لَمْ يَفْقِدِ الْأَمَلَ. بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، بَدَأَ فِي إِعَادَةِ بَنَاءِ حَقْلِهِ. قَامَ بِتَصْحِيح الْأَشْيَاءِ الَّتِي كَانَتْ مَكْسُورَةً، وَبَدَأَ فِي زِرَاعَةِ بِذُورٍ جَدِيدَةٍ. وَبَعْدَ عِدَّةِ أَسَابِيعَ، نَمْتُ النَّبَاتَاتُ الْجَدِيدَةُ وَازْهَرَتْ.
وَمِنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ، عَلِمَ الفَلَّاحُ دَرْسًا مُهِمًّا. فَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيُوَاجِهُ الصُّعُوبَاتِ فِي الْحَيَاةِ، وَلَكِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ قَوِيًّا وَمُسْتَعِدًّا لِلتَّغْلُبِ عَلَيْهَا. وَبِهَذَا الشَّكْلِ، اسْتَطَاعَ الفَلَّاحُ الِاِسْتِمْرَارِ فِي عَمَلِهِ وَالنَّجَاحِ فِيهِ.