قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج7

0

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.

 

حمل الفتى الثعبان الأبيض بعدما قتله والصولجان، وهمس في أذن الحصان: “عد بنا لغابة الأقزام”.

وهناك وجد القزم العجوز ذو اللحية البيضاء في انتظاره، لقد سر كثيرا ما إن رآه وقد نجح في المهمة التي كلفه بها.

القزم: “وأخيرا، تبدأ الآن مهمتي”.

تلك الكلمات البسيطة أثارت الشك بقلب الفتى: “ماذا تقول؟!، أكنت تستغلني من أجل مصلحتك الشخصية؟!”

القزم العجوز: “لا … لا، كل ما هنالك أنني انتظرت طويلا حتى أرد الدين للملك، فقد أنقذ حياتي مرتين، سأروي لك قصتهما…

ذات يوم كنت خارجا لجمع بعض الأعشاب السحرية، وحينها سقطت داخل بئر عميق لم أستطع الخروج منه، مكثت بداخله يومين متتالين وبدأت قواي تخور وفجأة وجدته يد لي يد العون والمساعدة وأنقذ حياتي؛ ومرة أخرى وبسبب الأعشاب السحرية أيضا سقطت في مياه عميقة للغاية وكدت أتلفظ آخر أنفسي ولكن الملك كان شجاعا ومقداما لأقصى الحدود، سبح طويلا واستطاع إنقاذي من الغرق، واليوم بفضلك سأرد له جميل صنعه معي”.

الفتى بندم وأسف شديد طأطأ رأسه: “اعذرني ولكنني تشوشت رأسي من أهوال ما رأيت”.

القزم العجوز: “لا عليك، ولكن ما يتوجب علينا فعله الآن هو طهي الثعبان الأبيض بالأعشاب السحرية”.

وبالفعل بعدما انتهيا من طهي الثعبان الأبيض بالأعشاب السحرية …

القزم العجوز ذو اللحية البيضاء: “كدت أن أنسى”، وأخرج بلورة سحرية وجعل الفتى يرى من خلالها كل ما حدث بالقصر بعد ذهابه، فرأى الفتى كيف لقائد الفرسان أخذ الخاتم الملكي المفضل للملك وألقى به من النافذة فابتلعته البطة، وكيف للملك أمر كل جنوده بالبحث عنه بكل أرجاء المملكة وأن يأتوه به.

ذهل الفتى ودب الرعب بقلبه، ولكن القزم العجوز طمأنه وهدأ من روعه مجددا، فقص القزم العجوز شعيرات من لحيته وأعطاها للفتى وع بعض وريقات شجرة الصنوبر …

القزم العجوز ذو اللحية البيضاء: “عد للقصر وقبيل أن تصل احرق بعضا من شعيرات لحيتي ستختفي حينها عن الأنظار وتصبح غير مرئيا للجميع، وعندما تصل للملك الحقيقي احرق بعضا من وريقات الشجرة فستظهر حينها للملك أعطه الصولجان وهو سيقوم بتحرير نفسه؛ ولا تنسى أن تعيد الثعبان المطهو مكانه بالطبق، وتحضر الخاتم من جوف البطة”.

وبالفعل انطلق الفتى مسرعا بعدما همس في أذن الحصان “اذهب بنا للقصر الملكي”، وهناك قبل أن يصل للقصر حرق بعض شعيرات لحية القزم فاختفى، وبهدوء شديد أعاد الحصان لمكانه بالإسطبل، ومن ثم دخل القصر وأعاد الثعبان في الطبق بالقفص بالحجرة الخاصة به؛ وذهب على الفور بالحديقة وسأل البطات جميعهن عن أي واحدة فيهن ابتلعت خاتما سقط من نافذة الملك.

تقدمت إحداهن: “لقد رأيت شيئا يسقط من النافذة فالتقطته بمنقاري ظنا مني أنه فتات ألقاه الملك إلينا كعادته، ولكن من أنت نحن نسمع صوتك وهو ليس بغريب علينا ولكننا لا نراك”.

الفتى: “إنني الفتى آليكس مرافق الملك والأميرة”.

البطة: “لقد كانت هناك ضجة عارمة بالقصر بأكمله”.

الفتى: “نعم ولهذا السبب أنا مختفي عن الأنظار، أتعلمين سبب كل هذه الضجة؟!”، فهزت البطة برأسها إشارة على عدم معرفتها بالأمر.

الفتى مستكملا: “إنه الشيء الذي قمتِ بابتلاعه، إنه خاتم الملك المفضل لديه”.

البطة: “إذا خلصني منه وخاصة أنه يؤلمني فقد علق بحوصلتي، كل ما عليك فعله أن تضغط أسفل حوصلتي ولا تقلق ستساعدني بهذه الطريقة على إخراجه وتريحني منه”.

وبالفعل ساعدها الفتى النبيل بإخراجه، وبعدها أخذ الخاتم وتوجه لغرفة الملك وهناك دخل ببطء شديد، وقام بوضع الخاتم بخزانة ملابسه لا بصندوق مجوهراته؛ وفتح باب السرداب ببطء وبتروي ودخل متوجها للملك الحقيقي …

أول ما اقترب منه قال الملك: “أهذا أنت؟!”

رد عليه الفتى: “نعم أيها الملك لقد عدت ومعي الصولجان”.

فأعطاه الفتى الصولجان، وأمسكه الثاني بين يديه متحيرا وفي حالة ذهول، نظر إليه الفتى وقد كان مازال مختفيا عن النظار …

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *