قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج5

0

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.

 

” كل ما عليك فعله أن تهمس له في أذنيه قائلا خذني لغابة الأقزام، وسيأخذك بسرعة فائقة وهو الوحيد القادر على معرفة الطريق وكيفية الذهاب إليها، وعندما تنتهي من مهمتك اهمس له في أذنه خذني للقصر الملكي”.

على الفور ودعه الفتى وانطلق مسرعا ليخرج من السرداب متجها للإسطبل، وحالفه الحظ حيث أنه وجد الملك لم يعد بعد ووجد غرفته الخاصة فارغة أيضا، أسرع متجها للإسطبل ولكنه كان يشعر أن هناك شخصا ما يراقبه عن كثب.

لقد كان قائد الفرسان بنفسه من كان يراقبه وقد رآه خارجا من غرفة الملك الخاصة، وكان على علم يقين بأن الملك ليس موجودا بالداخل، وهنا اعتقد قائد الفرسان أن الفرصة التي في انتظارها ليتخلص من الفتى قد جاءت وعلى طبق من ذهب؛ دخل غرفة الملك الخاصة على الفور ما إن رأى الفتى يبتعد متوجها لبوابة القصر، وبداخل الغرفة أخذ الخاتم المفضل للملك وقام بإلقائه من النافذة والتي تطل على حديقة القصر والتي بها العديد من الطيور والحيوانات المختلفة، وبالفعل لقد رأى بطة تلتقط الخاتم وتبتلعه على الفور، سر قلب القائد كثيرا لأنه بهذه الطريقة لن يعلم أحد مهما بلغ ذكائه معرفة أين ذهب الخاتم الملكي.

خرج من الغرفة بسرعة ووقف خارجها في انتظار عودة الملك حيث أنه حان موعد نومه، وعندما جاء الملك اقترب منه قائده وقال: “عذرا يا مولاي، ولكنني كنت مارا من هنا بالصدفة فرأيت أن الفتى آليكس يخرج من الغرفة مسرعا ويتلفت بعد خروجه منها يمينا ويسارا، وبعدها أسرع متوجها ناحية بوابة القصر، وعندما علمت أنك لست بالغرفة أصريت على انتظارك لأعلمك بالأمر”.

لم يكذب الملك خبرا فدخل على الفور وتفقد غرفته، وبعد لحظات خرج ثائرا للغاية يصرخ على حرسه سائلا: “أين آليكس؟!”.

لقد كان قلب القائد يرقص فرحا، وأخيرا سيتخلص من غريمه الوحيد، فاقترب من ملكه مسرعا: “ماذا حدث يا مولاي؟!”

الملك: “لقد اختفى خاتمي المفضل، سألقنه درسا قاسيا على جرأته وأفعاله الوضيعة معي، سيدفع الثمن حياته كاملة؛ مر رجالك بالبحث عنه في جميع الأرجاء وأتوني به لمعاقبته أشد العقاب، ولا تأتيني إلا به”.

القائد: “كل أوامرك مطاعة يا مولاي الملك”.

كل ذلك والفتى المسكين لم يكن يعرف ما الذي يجري بالقصر، وأن الجميع يسرفون في العناء والشقاء رغبة في إيجاده وتقديمه للملك، حتى أن الفتى لم يلقي بالا بمعرفة من يراقبه وإن كان حدسه صحيحا أم مجرد تخيلات وأوهام، بل كان كل ما يشغل باله التأكد من صحة وصدق كلام الرجل المكبل بالأغلال، على الرغم من أن قلبه يصدقه وبشدة، وأثناء كل هذه التساؤلات والأفكار التي كانت تدور برأسه إذا به يسمع أصوات ضجيج تعج بالأماكن التي يمر بها وهو على ظهر الحصان المسرع به.

لقد كان الصوت يعلو أكثر فأكثر لدرجة أن الفتى اعتقد أنه وسط سوق لذلك نزل من على ظهر الحصان وبدأ في تفقد المكان من حوله، ولكنه صدقا لم يرى شيئا، وبعد قليل من الوقت لاحظ أن الصوت الذي يسمعه يأتي من أسفل، نز قليلا بجسده وإذا به يسمع ويرى الكثير من النمل، وإحدى النملات تنظر للجميع وتحذرهم أن يدخلوا مساكنهم حتى لا يكونوا ضحية الحصان المنطلق مسرعا، خيل إليه أنه يستطيع التحدث معهم مثلما سمعهم، وبالفعل تمكن الفتى “آليكس” من مخاطبة النمل جميعا …

النملة: “هل يمكنك ألا تؤذي وادينا يا سيدي”.

الفتى: “بكل تأكيد لا يمكنني أذيتكم جميعا، وإنني حقا آسف على ما سببته لكم من متاعب”.

النملة: “لا تعتذر يا سيدي، فأنتم معشر البشر نظرا لضخامة أجسامكم لا تروننا، وبالتالي لا يمكننا لومكم على ما لا تفعلونه عن قصد، ولكنني أعرف من أين أنت، فحصانك حصان الملك الذي لم نره منذ سنوات طوال”.

الفتى: “نعم لقد أصبتِ، ولكنكم سوف ترونه عما قريب”.

واستكمل الفتى طريقه للغابة …

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *