قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج3

0

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.

 

وقد كانت الحجرة السرية هذه نفسها تحمل رمز المفتاح الذي وجده ساقطا من الملك (رمز الثعبان الأبيض)، عندما دخلها أول مرة وجد كل الغرابة من أمرها، حيث أنها كانت غرفة خاوية على عروشها إلا بمنتصفها حيث توجد طاولة عليها قفص به طبق مغطى، وقد أمره الملك أنه يجلب إليه الطبق المغطى كل يوم قبيل غروب الشمس، وحذره من كشف الطبق وإلا طارت فيها رقبته ودفع حياته ثمنا.

وبالفعل بكل يوم كان يجتهد “آليكس” بإتمام كل مهامه وواجباته على أكمل وجه، كان يرافق الأميرة والتي كانت مغرورة ومتسلطة أيضا، كانت ترهقه دائما وعن قصد، كما أنها كانت ترهق جسده برحلات الصيد التي كانت تعشقها بشدة والتي كانت تذهب إليها يوميا، كانت تلقى عناية واهتماما بالغا من والدها نظرا لأنها ابنته الوحيدة، لذلك اعتادت أن تكون متعجرفة لأبعد الحدود، وبالرغم من كل طباعها السيئة إلا أن الفتى “آليكس” وكل من رآها وقع في حبها فقد كانت تمتلك جمالا فريدا من نوعه.

كانت تجيد الرماية والسباحة وتعشق ركوب الخيل، كما كان “آليكس” أيضا يجيدها جميعها لكونه من البادية، كان بكل مرة يراه فيها قائد الفرسان بالقرب من الأميرة تقتله نيران الغيرة والحقد نظرا لأنه يحب الأميرة ولطالما تودد إليها وطلب منها أن تبادله نفس الشعور، ولكنه لم يجد منها إلا التجاهل والتهكم أيضا، لذلك قام قائد الفرسان بتجنيد البعض من حراس القصر بمراقبة كل أفعال “آليكس” إلى أن يجد الفرصة السانحة والتي يتخلص منه بها نهائيا.

كان بكل يوم ومع غروب لشمس يذهب “آليكس” لغرفة السرية والتي تحمل رمز الثعبان الأبيض، فيحمل الطبق المغطى ويذهب به للجناح الخاص الملكي، فيطرق الباب برقة وأول ما يأذن له الملك بالدخول، يدخل “آليكس” فيترك الطبق بجوار الملك ويخرج على الفور، وعندما ينتهي الملك يقرع الجرس فيعلم من خلال ذلك الفتى أن ملكه قد انتهى فيدخل الحجرة ويأخذ الطبق ليعيده لمكانه السري ويغلق عليه بإحكام.

وبيوم من الأيام طغى شعوره بالفضول وحب الاستطلاع ومعرفة ما بداخل الطبق المغطى أثناء رجوعه به من عند الملك على خوفه من أن تقطع رأسه، وأول ما دخل الغرفة السرية كشف الغطاء وإذا به يجد ثعبانا أبيض اللون مطهوا، لم يستطع السيطرة على نفسه من معرفة سر الثعبان فتناول قطعة واحدة منه، ولم يتحكم بنفسه إلى أن وجد نفسه قد تناول كل ما بداخل الطبق ليتركه فارغا، فقام بتغطيته وما إن وضع الطبق من يده حتى شعر بتغيرات غريبة بكامل جسده، تغلب على شعوره بهذه التغيرات ليخرج من الغرفة السرية وإلا شك حراس الملك بأمره.

خرج على الفور وتوجه للجناح الخاص الملكي ليستأذن الملك بالسماح له بإجازة قصيرة ولو ليوم واحد، حتى يتعافى جسده مما يشعر به، ولكن الملك تأخر عليه في الرد على عكس حالته، استأذن للمرة الثانية والثالثة ولكن لا إجابة من الملك لذلك تشجع “آليكس” وقام بفتح الباب ودخل ولكنه لم يجد الملك، ولكنه وجد شيئا لفت كامل انتباهه، إذ وجد بابا بحجرة الملك لأول مرة يراه وما جعله ينجذب نحوه ويلاحظه أنه كان مفتوحا بعض الشيء، وكعادته الدائمة ينساق وراء فضوله، فتح الباب فوجد سردابا، فمشى خلاله ولكنه قابله بابا آخر فقام بفتحه أيضا ولم يتردد ثانية حتى أنه تناسى ألم جسده الذي كاد يقتله وراء فضوله.

وعندما فتح الباب الثاني كانت الطامة الكبرى لقد رأى الملك مكبلا بأغلال بالغة في حجمها ودقة إحكام غلقها، فوجئ الفتى وبقلق شديد على ملكه أخبره قائلا: “لا تقلق يا مولاي في الحال سأحررك، لم أكن أعلم أنك هنا تعاني، ولقد دخلت غرفتك دون استئذان لأنني كنت في حاجة مسة لطلب إجازة نظرا لأنني أشعر بتعب شديد بكامل جسدي”.

وعلى الفور شرع في فك وثاقه، ولكن الآخر المكبل بالأغلال أمسك بيده وقال: “أنا الملك ولكن من أنت؟!”

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *