جحا والببغاء
ذهب جحا الى السوق فشاهد جمعا من الناس ملتفا حول رجل يحمل طائرا صغيرا يعرضه للبيع، وأخيرا اشتراه أحدهم بثلاثين دينارا.. فدهش جحا وقال في نفسه: ياله من مبلغ كبير ثمنا لطائر صغير لا قيمة له..عاد جحا الى البيت في ذهول، فلما رأته زوجته على هذا الحال، سألته عن السبب، فقال لها: لقد ارتفع سعر الطيور ارتفاعا باهظا.. قالت زوجته: كيف يا جحا؟ قال جحا: هل تصدقين ؟ لقد رأيت رجلا يبيع طائرا صغيرا بثلاثين دينارا.قالت زوجته في دهشة : ماذا جرى للناس؟ ترى ماذا يساوى الديك الذي نملكه؟
قال جحا في سرور: اه.. لقد حان وقت الربح، قالت زوجته: أي ربح يا جحا؟ قال جحا : ساخذ الديك وأبيعه غدا في السوق، ولاشك أنه في ظل هذه الأسعار سيأتي لنا بالكثير، وفي اليوم التالي: حمل جحا الديك، وذهب به الى السوق، وراح يعرضه للبيع على رواد السوق وقف بعض الناس يزايدون، وقد بدءوا بدينار ثمنا للديك ، حتى وصل الثمن الى خمسة عشر دينارا، ولم يزيدوا على ذلك، فقال جحا : ماذا دهاكم ؟ انه ديك، فقال أحدهم : انه لا يساوي أكثر مما عرضنا عليك يا جحا، فهيا بعه.
قال جحا غاضبا: بالأمس رأيتكم تشترون طائرا ملونا في حجم الكف بثلاثين دينارا، فكيف هذا! قال الحاضرون: هذا شيء وذلك شيء اخر، قال جحا: ذلك صغير، وهذا الطائر كبير يساوي أكثر من ثلاثين دينارا، فقالوا له : ان الطائر الذي تقول انه صغير ماهو الا ببغاء. فقال جحا: أليس هو طائرا ؟ فما فائدته ؟ قالوا له : انه يتكلم كا الانسان .. فنظر جحا الى الديك وقال: اذا كان ذلك يتكلم، فهذا الديك يؤذن كو كو كو.