جحا المجنون
التقى جحا ذات يوم صديقا له أثناء تجواله فى سوق القرية، فعرض عليه جحا الحضور الى المنزل لتناول الغداء معا فوافق الصديق على الدعوة واتفقا على أن تكون فى اليوم الموالي ، وفى اليوم المعلوم ذهب جحا الى السوق وشترى ارنبين وقال لزوجته : اطبخيها اليوم لقد دعوة صديق غالي سيأتى على الغداء طبخت الزوجة الارنبين وقالت مع نفسها ان طعم الارانب لذيذ جدا سأكل قطعه من هذا الارنب .
وراحت الزوجة تأكل بدلا من القطعة قطعتين، ثم ثلاث قطع ، ثم أربع .. وهكذا ، وبعد قليل جاء جحا ومعه ضيفه، أسرع جحا الى زوجته قائلا : لقد جاء الضيف هيا اعذي لنا الطعام، قالت الزوجة : وهل سنأكل الطعام من غير خبز يا جحا.. قال جحا في سرور: لابدّ أنك أعددت لنا أصنافا مختلفة بجانب الارانب .. ثم أسرع جحا خارجا لشراء الخبز .
ولما کانت الزوجة قد اکلت لحم الأرانب كلّه، راحت تُفكر بسرعة في مخرج لها قبل أن يعود جحا.. وأخيرا اهتدت إلى حيلة .. دخلت زوجة جحا عند الضيف وقالت له : هل تعلم سبب دعوة زوجي لك ؟ قال الضيف في سرور : لانني صدیق عزیز له.. قالت الزوجة : إذن انت لا تعرف الحقيقة ۔۔ قال الضيف في ذهشة : وأي حقيقة تقصدين؟ قالت الزوجة: لقد أصيب صديقك جحا بالجنون .
قال الضيف : جنون ؟… ومنذ متى ؟ أخذت الزوجة تتظاهر بالبكاء قائلة : لقد أصيب بالجنون منذ فترة، وقد وصف له الأطباء أن يأكل أذنى إنسان .. قال الضيف في فزع: وماذا بعد ذلك ؟ قالت الزوجة : لا شيء لقد اتى بك إلى البيت ليقطع أذنيك ويتغدى بهما، وعلامة ماقلت لك أنه يضرب يديه معا ويحرك راسه.. فلمّا هم الضيف بالخروج ليهرب من لجحا إذا بجحا يعود قائلا لضيفه: لقد تأخرت عنك .. سأعد لك الطعام حالا.. ثم أسرع إلى زوجته قائلا : أين الطعام ؟
قالت الزوجة : إنك لما خرجت قام الضيف وأخذ الأرنبين ووضعهما في منديله ، وأخفاهما بين ملابسه .. فبدت من جحا حرکات تشبه ما قالته زوجته للضيف، فلما راى الضيف ذلك خاف على نفسه ، واسرع خارجا، فاشارت امراة جحا إليه وقالت : انظر یا جحا… لقد خرج الضیف یجري خجلا منك…فاسرع جحا خلفه وهو يصيح: يا صديقي العزيز.. خذ واحدة واعطني واحدة…. فصاح الضيف وهو يزيد من سرعته : ذلك لايمكن ابدا.