قصة علي والزهرة السحرية
كان هناك طفل صغير يدعى علي. كان علي يحب الرسم كثيرا، وكان يرسم كل شيء يراه في حوله. ولكن كان لديه مشكلة واحدة: لم يكن لديه ألوان كافية لإكمال رسوماته. كان يستخدم فقط قلم رصاص وورقة بيضاء، وكان يتمنى أن يجد ألوانا زاهية وجميلة.
في يوم من الأيام، خرج علي إلى الحديقة مع أصدقائه. وهناك رأى زهرة جميلة ذات ألوان متعددة. قال لنفسه: “يا لها من زهرة رائعة! لو أنني أستطيع أن أستخدم ألوانها في رسوماتي!” فأخذ قلمه الرصاص وورقته البيضاء، وبدأ في رسم الزهرة بأدق التفاصيل.
ولكن بينما كان يرسم، سمع صوتا خافتا يقول: “أيها الطفل العزيز، ماذا تفعل؟” نظر علي حوله، ولكن لم ير أحدا. ثم سمع الصوت مرة أخرى: “أنا الزهرة التي ترسمها. لماذا تحزن على عدم وجود ألوان؟” فوجد علي أن الزهرة تتحدث إليه!
فقال علي بدهشة: “أنت تتحدث؟ كيف هذا ممكن؟” فقالت الزهرة: “أنا زهرة سحرية. أستطيع أن أتحدث مع من يحبون الطبيعة والجمال. وأنت واحد منهم. لقد رأيت حبك للرسم، وشعرت بحزنك على عدم وجود ألوان. فأردت أن أساعدك.”
فقال علي: “كيف تستطيعين مساعدتي؟” فقالت الزهرة: “إذا أردت، يمكنني أن أعطيك بعض من ألواني. لدي سبعة ألوان في بتلاتي: الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والبنفسجي، والوردي. اختر اللون الذي تحبه، وامسح به بتلة الزهرة على رسمتك، وستظهر الألوان على الورقة.”
ففرح علي كثيرا، وشكر الزهرة على كرمها. ثم اختار اللون الأخضر، وامسح به بتلة الزهرة على رسمته.
فظهر اللون الأخضر على الورقة، وأصبحت الزهرة تبدو أكثر حيوية. ثم اختار علي اللون الأزرق، وامسح به بتلة أخرى على رسمته. فظهر اللون الأزرق على الورقة، وأصبحت السماء تبدو أكثر صفاء. وهكذا استمر علي في اختيار الألوان ومسحها على رسمته، حتى أصبحت رسمته ملونة وجميلة.
فنظر علي إلى رسمته بفخر وسعادة. ثم نظر إلى الزهرة، وشكرها مرة أخرى على مساعدتها. فقالت الزهرة: “لا شكر على واجب. أنا سعيدة لأني استطعت أن أجعلك تبتسم. لكن هناك شيء واحد يجب أن تعرفه. هذه الألوان ليست دائمة. ستزول بعد يوم واحد. فاستمتع بها قدر ما تستطيع.”
فقال علي: “لا بأس. أنا ممتن لك على هذه الهدية. سأحافظ على رسمتي كذكرى جميلة لهذا اليوم.” فقالت الزهرة: “أنت طفل طيب ومؤدب. أتمنى لك حياة سعيدة ومليئة بالفرح.” ثم ابتسمت الزهرة، وغلقت بتلاتها ببطء.
فودع علي الزهرة، وذهب إلى أصدقائه مع رسمته الملونة. وأظهر لهم رسمته، وحكى لهم قصة الزهرة السحرية. فدهش أصدقاؤه من رسمته وقصته، وأثنوا على موهبته وحظه. وقضى علي يوما ممتعا مع أصدقائه في الحديقة.
وفي المساء، عاد علي إلى منزله، ووضع رسمته في مكان آمن. ثم نام بسعادة، وحلم بالزهور.