قصة المشكلة الأخيرة
بيوم من الأيام جاء “شارلوك هولمز” لزيارة صديقه الطبيب “واطسون”، وأخبره في هذه الزيارة أنه في أعقاب مجرد خطير للغاية بهذه المرة، والمجرم يدعى “موريرتي” وأنه بروفيسور رياضيات سابق وشهير للغاية، يعيش في لندن، وأنه مجرم متورط في شتى أنواع الجرائم من قتل وتزوير وسرقات.
كان “هولمز” حزينا للغاية، واعترف لصديقه “واطسون” أن “موريرتي” يضاهيه في الذكاء والفطنة ولكنه يستعملهما في الشر، يحكي إليه أيضا أنه إن قبض عليه فسيكون ذلك أهم إنجاز في كل حياته، ويوضح لصديقه مدى صعوبة الأمر حيث أن “موريرتي” على قدر من الحكمة والذكاء عالٍ للغاية لدرجة مكنته من عدم ترك أي من الدلائل التي من الممكن أن تورطه، ويتم تقديمها للشرطة والمحكمة لينال عقابه على جرائمه.
يخبر “شارلوك هولمز” صديقه الطبيب “واطسون” أن المجرم “موريرتي” قد جاءه مهددا إياه بألا يتدخل في شئونه مرة أخرى وأن يتركه وشأنه وإلا لاقى من المصائب ما لا يسعده؛ يحكي “هولمز” أن زيارته هذه لم تزده إلا إصراراً على إنهاء حياته الإجرامية وتقديمه للعدالة؛ ومن بعدها يحكي “هولمز” أنه قد نجا بأعجوبة من ثلاثة محاولات للقتل المدبر، و”هولمز” يدرك أن المجرم “موريرتي” كان وراء هذه كل تلك الحوادث المميتة والمدبرة.
يقترح “شارلوك هولمز” على صديقه “واطسون” الذهاب بصحبته للقارة؛ يقوم “هولمز” بإعداد خطة محكمة كيلا يتقفى المجرم “موريرتي” أثره حيث يذهب بالقطار متنكرا في زي راهب إيطالي متجها لأوروبا، وخلال تواجده بأوروبا يعلم أن رجال الشرطة قد ألقوا القبض على جميع رجال موريرتي ولم يتبقى من عصابته إلا هو، ويوقن “هولمز” في صميمه بأن هدف “موريرتي” هو التخلص منه نهائيا انتقاما على كل ما فعله معه.
يذهب “شارلوك هولمز” برفقة صديقه الطبيب “واطسون” لسويسرا، يقيمان بأحد الفنادق والذي يقع ببلدة صغيرة يطلق عليها بلدة ميرنغين، وهناك يذهبان لرؤية شلالات ريشنباج.
وبينما كانا في الشلالات يستمتعان بجمالها جاء شاب من الفندق يصرخ وفي عجلة من أمره يخبر الجميع بأن هناك سيدة إنجليزية تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة، وتطلب راجية أن يكون بجانبها طبيب إنجليزي قبل رحيلها؛ في هذه اللحظة يتردد الطبيب “واطسون” بين اختياره لإنقاذ حالة مريضة وترك صديقه وحيدا.
وفي النهاية يختار إنقاذ السيدة، وعندما يذهب للفندق يجد أن قصة السيدة قصة ملفقة بالكامل، وهنا يوقن أن الشاب كان في الأساس من عصابة موريرتي، كما يوقن أن صديقه “شارلوك هولمز” في خطر يداهمه؛ وعلى الفور يعود لشلالات ويبحث عن صديقه ولكن دون جدوى، غير أنه يجد رسالة كان قد تركها صديقه له.
ونص الرسالة…
عزيزي وصديقي واطسون، إنني أكتب لك هذه السطور القليلة بإذن من السيد موريرتي الذي ينتظرني لمناقشة بعض الأمور العالقة بيننا؛ لقد كان يعطيني لمحات عن بعض الأمور التي سمحت له بالإفلات من الشرطة الإنجليزية، وعن بعض الطرق التي جعلته متقفي أدنى تحركاتنا، وكل ما ذكره لي جعلني أوقن أن نظرتي بذكائه العالي من البداية كانت صحيحة.
صديقي إنه من دواعي سروري أن أخلص المجتمع من انعكاساته السلبية، حتى وإن كانت تكلفة ذلك مؤلمة للغاية، ومن الممكن أن تطول أصدقائي لاسيما أنت عزيزي “واطسون”.
عزيزي “واطسون” لقد سبق وأن شرحت لك أن طريقي المهني بات حساسا للغاية، وأنه لا رجعة منه؛ أعترف أنني كنت أعلم أن رسالة الشاب القادم من الفندق كانت ملفقة ولكني آثرت ذهابك تحسبا لحدوث شيء مثلما حدث، وقد كانت توقعاتي في محلها، وأخيرا أخبر المفتش “باترسون” أن كل الأوراق التي يحتاج إليها لاتهام العصابة موجودة في عين المنضدة بمغلف أزرق اللون كتبت عليه موريرتي، أما عني فقد اتخذت كافة التدابير الخاصة بملكيتي قبل مغادرتي للندن، وقمت بتسليمها لشقيقي “مايكورفت”.
مع كامل احترامي وتقديري لك يا صديقي “واطسون”.
وقد ذكر السيد “واطسون” أن كل المحاولات لانتشال الجثتين، جثة هولمز وموريرتي باءت بالفشل ولم تنجح مطلقا.