قصة الأسد والجمل
كان يا مكان في قديم الزمان ، كان هناك اسدا يعيش في الغابة البعيدة عن عيون الانظار ، وعيون الناس يحكم بالعدل والحكمة ، وكانت الغابة بجوار احدى الطرق للبشر ، وكان الاسد له بعض الأصدقاء ، وهم ذئبٌ وغرابٌ وابن آوى , وفي يوم من الأيام مر بعض الرعاةً من ذلك الطريق بجوار الغابة ، وكان معهم الكثير من الجمالٌ.
فتأخر أحد الجمال في السير ، فضاع من القطيع واقترب الليل فلم يجد الجمل غير تلك الغابة حتى يدخل يختبىء فيها ، وجد الجمل نفسه أمام الأسد ملك الغابة ، فقال له الأسد: من أين أتيت أيها الجمل الغريب ؟ قال الجمل بخوف من الأسد : من مكان بعيد جدا ، ولكنني تهت عن القطيع وتخلفت عنهم ولم اجد نفسي إلا أمامك أيها الملك العظيم .
رد الأسد قائلا : قل لي ماذا تريد منا وما هي حاجتك؟ قال الجمل بتردد وخوف : ما تقول لي وما تريدني ان افعله أيها الملك ، قال الأسد : هل تقيم عندنا في الغابة فهنا الأمان والأمن وسوف اوفر لك حياة جيدة خالية من المنغصات التي كانت تواجهك خارج الغابة .
فرح الجمل كثيرا ، ووافق الإقامة مع الأسد في الغابة ، فأقام الأسد والجمل معه زمنا كبيرا ، وكان الجمل صديق الاسد المقرب ويحبه ويفضله عن باقي الحيوانات ، وفي يوم من الايام ذهب الأسد للصيد فوجد فيلاً ضخم جدا وكبيرا ، فقاتله الأسد بقسوة قتالاً شديداً وقوي ؛ وهرب الفيل من الاسد بعد معركة طاحنة ، وترك الأسد يمتلىء بالكثير من الجراح ، و يسيل منه الكثير من الدم نتيجة الكثير من الجراح في اماكن متفرقة من جسده ، وقد اصابة الفيل بأنيابه القوية والحادة اثناء الصيد .
عندما وصل إلى عرينة وبيته ، وقع على الارض لا يستطيع التحرك ، ولا يستطيع الصيد واحضار الطعام لاصدقائه الثلاثة ، الذئب والغراب وابن آوى أياماً كانوا لا يجدون طعاماً لأنهم كانوا يأكلون من بواقي طعام الأسد وطعامه ، فأصابهم الجوع الشديد والضعف الكبير ، وعرف الأسد من اصحابة ما حدث لهم ، لقد كادوا ان يهلكوا فقال الاسد لهم :اذهبوا في الارض و انتشروا لعلكم تجدون صيدا سمين ناكل منه ونشبع ، حتى اشفى من جراحي لانني جائع جدا ومنهك ، خرج الذئب والغراب وابن آوى الى الغابة فوجدوا الجمل يرعى وياكل ناحيةً قالوا بخبث : انظروا الى الجمل الذي يأكل العشب انظروا الى حجمه الكبير .
ان اكلناه سوف يشبعنا لايام عديدة ، قال ابن آوى بخوف : لا نستطيع ذكر اكل الجمل الى الأسد ، لأنه أمن الجمل على حياته ولن ياكله مهما حدث فلا تتعبوا انفسكم .
قال الغراب: أنا سوف اقنع الأسد لا تقلقوا ، انطلق الغراب فدخل الى عرين الأسد ، فقال الأسد: هل احضرتم الطعام فانا جائع جدا ايها الغراب وجراحي تئن بشدة مرضا .
رد الغراب باعياء وكيف سنبحث عن الطعام يا مولاي ونحن جوعى لا نرى ما امامنا ، ونحن عندنا فكرة ونتمنى ان توافقنا عليا ، ما رايك في هذا الجمل الذي يأكل العشب وليس له فائدة بيننا ، اعرف بأنك أمنته على نفسه وسوف اجعله يقدم نفسه للأكل بنفس راضية فما رأيك ؟ وافق الاسد على كلام الغراب .
عاد الغراب إلى اصحابة وقال سوف نجتمع نحن والجمل عند الأسد ، فنذكر ما أصابه من مرض ، ويعرض كلا منا نفسه على الجمل ليأكله ، فيرد الآخران بتعجب ويرفضان الامر بشدة ، ويقولان الضرر في أكله ، حتى يأتي دور الجمل فنأكله بعد أن يقدم نفسه للطعام ، ففعلوا ذلك ، وذهبوا الى الاسد فقال الغراب بتأثر انت تحتاج أيها الملك إلى ما يقويك ويطعمك ، لأنك إن مت وهلكت لن نستطيع العيش من دونك ، يمكنك اكلي ايها الملك بنفس راضية .
فأجابه الذئب وابن آوى : ولكنك صغير الحجم ايها الغراب ولن تشبع الملك ابدا ، قال ابن آوى لكنني أنا استطيع أن أشبع الملك فحجمي اكبر من الغراب ، فرد عليه الذئب والغراب بقولهما: إن لحمك نتن وسوف يمرض الملك ولن يشفيه ، قال الذئب: إني لست كريه الرائحة فليأكلني الملك وانا اوافق بنفس راضية ، فاعترضه الغراب وابن آوى وقائلين : يقول الاطباء من أراد قتل نفسه فليأكل لحم ذئبٍ.لانه يجلب الكثير من الأمراض .
ظن الجمل أنه إن فعل مثلهم التمسوا له العذر ، كما التمسوا العذر بعضهم لبعضٍ الأعذار، فقال: أن لحمي لذيذ ورائحتي جميلة واشفي من الامراض فليأكلني الملك بنفس راضية فقال الذئب والغراب وابن آوى: صدقت ايها الجمل فلحمك لذيذ فهجم عليه الاربعة واكلوه ، فمن الجيد ان تعرف متى تتكلم ومتى تصمت ولا تجعل الاخرين يخدعونك بالكلام .