ذات مرة كان هناك ملك وكان يحكم أحد الممالك وكان محب للخيول جداً واعتاد الملك شراء أفضل الخيول واعتاد أيضا إنفاق مبالغ مالية هائلة على ذلك.

واستدعي خبراء في تربية الخيول من مختلف الممالك وعينهم لرعاية تلك الخيول حتى أصبح جميع الناس أن الملك أكبر محب للخيل في العالم لذلك كانوا يسمونه ملك الخيل.

دخل أحد حراس الباب الرئيسي للقصر في أحد الأيام للملك بينما كان جالس في قاعة الاجتماعات وأخبر الملك بأن شخص يدعى ياسر وهو تاجر خيول قد جاء لمقابلة الملك.

سمح الملك بدخول ياسر تاجر الخيول إلى القصر وعند دخول ياسر للملك فقال له :- أنا بائع خيول قد أحضرت أفضل سلالة الخيول لك ولقد سألني الكثير من الناس عن هذا الحصان وعرضوا أيضا الكثير من المال ولكن لأنني أعلم أنك مهتما جدا بالخيول فقد جئت لأقدم لك هذا الحصان.

فقال الملك :- حسنا، وما الذي يميز هذا الحصان.

فقال التاجر :- عزيزي الملك حتى أنا لا أستطيع وصف ما يميز هذا الحصان ولكن صدقني لا يمكنك العثور على مثل هذا الحصان في الممالك المجاورة.

فقال الملك :- وما هو ثمن هذا الحصان؟
فأجاب ياسر :- سعر هذا الحصان هو كيلوجرام من الذهب.

فقال الملك :- يا ياسر قد يكون هذا حصان عظيم ولكن هل هذا الحصان ثمنه واحد كيلو غرام من الذهب إنه لأمر غريب وثمنه لا يصدق ومن الأكيد أنك تعلم بأن لدي الكثير من أفضل الخيول في الإسطبل وقد اشتريت حصان يدعى الأغر بقيمة خمسة وعشرون ألفا وكما اشتريت حصان يدعى بشار مقابل عشرة آلاف وقد أخذ المالك المال بسعادة.

فقال التاجر :- عزيزي الملك لقد قلت إن سعر الحصان هو كيلو من الذهب لأنني لم أظن أنك سوف تساوم على السعر ولو كنت أعلم أنك ستساوم فكنت سأقول لك أن ثمنه 2 كيلو من الذهب.

تفاجأ الملك وقال حينها :- يا ياسر أنت تقول واحد كيلو من الذهب لكنني لم أفهم ما الذي يميز هذا الحصان.

 

فقال ياسر :- لماذا يجب أن أقول لك ما هو سر عظمة هذا الحصان فإذا اشتريت هذا الحصان فسوف تعرف عظمته بنفسك وستشكرني كثيرا صدقني وأنا لا أستطيع أن أخدع رجل في منصبك.

اقتنع الملك من كلام ياسر واستدعى أمين الصندوق وقال :- أعطوه ما يطلب من الذهب وخذوا الحصان منه.

فقال أحد وزراء الملك :- ليس من الجيد شراء هذا الحصان بهذا الثمن المرتفع.

لكن الملك لم يستمع لكلام الوزير وذهب ياسر بعد أخذ المال الذي قدمه له الملك واتجه نحو الحصان وتظاهر أنه يقول شيء ما وعلى الفور ركب الحصان وجلس على ظهره ثم سحب اللجام وفي غضون ثوان ركض الحصان بسرعة عالية واختفى.

أصيب الملك بالصدمة وقال :- أوه إنه مخادع أخذ كيلو من الذهب وهرب بالحصان أسرعوا باللحاق به وامسكوه على الفور.

وعلى الفور ذهب الجنود وهم يركبون أفضل الخيول للقبض على ياسر وحينها شعر الملك بالحزن الشديد وقال :- لقد خدعنا الخائن لا ينبغي أن يفلت منا إذا وجدناه.

 

فقال الوزير :- سيدي الملك انت لم تسمع الى كلامي عندما حذرتك.

غضب الملك من كلام الوزير وقال له :- أيها الوزير ماذا كنت تقول لي هل أخبرتني بأن ياسر سوف يهرب مع الحصان بعد أخذ المال وقد أمرتكم بإعطائه المال وأخذ الحصان منه وهكذا هناك أحد الأمرين لم ينفذ.

وفي هذه الأثناء رأى الجميع شيء ما قادم نحوهم وقال الملك الذي أصيب بخيبة أمل :- قد يكون ياسر قد هرب حقا وأظن أن الجنود عائدون من دونه.

وفي هذه الأثناء جاء الحصان الذي اشتراه الملك ووقف هناك أمام الملك ونزل ياسر عن الحصان وقال للملك حينها :- عزيزي الملك سامحني عندما كنت تنتظر هنا قد قطعت مسافة مائة ميل وعدت كل المحاربين الذين كانوا يطاردونني سوف يستغرقون أربعة ساعات للعودة فقد قلت لك إنك ستتعرف ما يميز هذا الحصان أخبرني الآن هل تشك في أن دفع كيلو واحد من الذهب خسارة في هذا الحصان؟

فقال الملك باندهاش :- عظيم أن هذا الحصان لا يقدر بثمن ويمكننا أن ندفع أي مبلغ لهذا الحصان الرائع الذي لم أرى له مثيل حتى الآن ولكنك جعلتني أعتقد أنك قد أخذت الذهب وهربت.

فقال ياسر :- عزيزي الملك ليس لدي هذه النية. أنا لم آت هنا لأخدعك فقد فعلت هذا فقط لاريك عظمة حصاني بدلا من أن أقول لك ذلك والآن سأخبرك بسر واحد وهو أن هذا الحصان ينتمي إلى فصيلة نادرة ويمكنه أن يجري مثل سرعة ضوء الشمس لذلك يجب أن يكون هذا الحصان مع الملوك مثلك واكد بأنه من فصيلة نادرة ولا يمكن أن تجده في أي مكان.

وضع الملك يده على رأس الحصان بحنان كما واخرج قلادة مرصعة بالماس وأعطاها لياسر هدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *