قصة الجمل المخادع
من أجمل قصص أطفال هادفة على الإطلاق…
كان هناك جملا مخادعا، كان يشعر بالسعادة البالغة في حياته.
في البداية كان في منتهى السرعة ولا يتمكن جمل آخر من الفوز عليه بأي سباق، حتى جاء اليوم الذي دخل فيه الجمل السباق.
وكان سباقا شاقا، ولكن الجمل بذل به كل ما بوسعه من قوة ومقدرة حتى تمكن من القرب للوصول لخط النهاية.
وإذ فجأة تعثر الجمل في صخرة ضخمة للغاية، وسقط على الأرض وكانت هذه الحادثة سببا في خسارته للسباق.
ومن ذلك الوقت أخذ الجمل يمكر مكره ويخدع صاحبه، فشرع في التباطؤ أثناء السير والركض.
وبيوم من الأيام تم تحميله بسيارة، وأخذ الجمل ينظر للصحراء وهي تبتعد شيئا فشيئا من أمام عينيه.
كان في غاية السعادة، والفرحة التي لحقت بقلبه لا توصف من شدة رغبته بالابتعاد عن البادية وعن السباقات التي كانت ترهقه.
استهزاء:
وأثناء سير السيارة على الطريق بسرعة حن الجمل لركضه بهذه السرعة أثناء السباقات التي كان يؤديها.
ولكنه لم يندم على الإطلاق بتصنع الإعياء الدائم وعدم قدرته على فعل أي شيء.
وبينما كانت تسير السيارة توقف سائقها على إحدى الطرقات ليقضي غرض ما.
وكان حينها قد وصل للحضر، وهناك رأى الجمل الكثير من الخضر وتنسم الهواء المنعش العليل.
وإذا بحمار يسير من جواره، وكان عجوزا ويجر عربة كبيرة الحجم، وبالكاد يتمكن من سحبها ورائه شيئا يسيرا شيئا يسيرا.
لم يتركه الجمل وشأنه، بل استهزأ به وبحاله وبطريقة سيره، وجع قلب الحمار على حاله.
فقال له الحمار: “سيأتي عليك يوما تعاني مما أعاني منه، وينفطر قلبك من كلمة تسمعها من صفيق”.
لم يعي الجمل المتكبر شيئا من كلام الحمار، وإذا بالسائق يعاود قيادة السيارة من جديد.
ويصل بها لمبنى شاهق الارتفاع، سر الجمل كثيرا بالمكان الجديد الذي سيعيش به.
ولكنه لم يكن يعي أن صاحبه قد باعه عندما يأس منه، وأيقن أن لا فائدة ترجى منه ليتم ذبحه وأن المكان الجميل إنما هو المذبح.