قصة صوت في الصحراء
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!
هذه القصة من حصريات موقع قصص
كانوا خمسة رجال يسافرون عبر الصحراء القاحلة، على أمل الوصول إلى مدينة صغيرة تقع على أطراف الرمال. كان الغبار يلفح وجوههم، والشمس تشتد حدة كلما اقترب النهار من ذروته. كانوا يحملون زادًا قليلًا من الماء والطعام، ظانين أن الرحلة لن تستغرق أكثر من يومين.
في اليوم الثاني، بدأت الرياح تهب بشدة، وتلتها عاصفة رملية عاتية حجبت الأفق تمامًا. حاولوا الاحتماء بما لديهم من أغطية وملابس، لكن العاصفة كانت لا ترحم. وعندما انتهت، وجدوا أنفسهم في منطقة مجهولة، وقد ضاع أثر الطريق الذي كانوا يتبعونه.
قال سالم، وهو أكبرهم سنًا:
“لا يمكننا أن نستسلم. علينا أن نستمر في السير حتى نجد طريقًا أو علامة تدلنا.”
لكن ياسر، الأصغر بينهم، صاح بغضب:
“وكيف سنجد طريقًا؟ نحن في وسط لا شيء! كان علينا أن نبقى في مكاننا بدلًا من الضياع.”
كانت الخلافات تزداد بينهم، لكن أحدهم، عبد الرحمن، وهو رجل مؤمن هادئ الطبع، رفع صوته قائلاً:
“علينا أن نتوكل على الله. ربما نحن هنا لسبب ما. هل نسيتم أن الله لا يضيع عباده؟ لنصلِّ وندعوه أن يرشدنا.”
نظروا إليه بدهشة، لكن عبد الرحمن بدأ بالصلاة وحده، على الرمال الساخنة، ورفع يديه بالدعاء. كان يدعو بإيمان صادق، طالبًا من الله أن يهديهم الطريق.
بعد ساعات من المشي، كان الجميع منهكًا، وقد بدأت نفوسهم تميل لليأس. قال ماهر، وهو أكثرهم صلابة:
“لا جدوى من الاستمرار. ربما لن نجد طريقنا أبدًا.”
لكن عبد الرحمن وقف بثبات، وقال:
“الله يبتلينا ليمتحن إيماننا وصبرنا. ألم تسمعوا قول الله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا؟ علينا أن نثبت.”
في الليل، وبينما كانوا يجلسون تحت سماء مليئة بالنجوم، سمعوا صوتًا خافتًا في الأفق. كان يشبه صوتًا بشريًا، لكنه بعيد جدًا. تجمدوا في أماكنهم، يحاولون تحديد مصدر الصوت.
اتبعوا الصوت، رغم تعبهم الشديد، وبعد ساعات من السير وصلوا إلى واحة صغيرة. كان هناك رجل عجوز يسكن بجوار بئر، وعندما رآهم، رحب بهم بحرارة. قدم لهم الماء والطعام، وسألهم عن رحلتهم.
حكى له عبد الرحمن ما حدث، وكيف أن الدعاء والتوكل على الله كانا سبب نجاتهم. ابتسم العجوز وقال:
“الله دائمًا يرشد عباده الصابرين. تعلموا من هذه المحنة أن الأمل بالله هو أقوى سلاح في وجه الشدائد.”
في اليوم التالي، دلهم الرجل على الطريق الصحيح، وأعطاهم بعض الزاد ليكملوا رحلتهم.
عندما وصلوا أخيرًا إلى المدينة، تغيرت نفوسهم جميعًا. أدركوا أن المحنة كانت درسًا في الإيمان والصبر، وأن الله لا يترك عباده أبدًا.
العبرة من القصة:
الإيمان بالله والتوكل عليه هما النور الذي ينير دربنا في أشد الأوقات ظلمة. قد يبتلينا الله لنقترب منه أكثر، لكن رحمته دائمًا قريبة ممن يدعونه بصدق.
النهاية
انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع info@qesass.net.
إدارة موقع قصص