قصة حسين والقمر
كان هناك فتي يعيش في بيت ريفي صغير يدعى حُسين، دائمًا ما كان يجذب أنظار حُسين تلك المصابيح المضيئة المعلقة في السماء.
وكان يبقى متيقظاً طيلة الليل كل يومٍ، ليتابع حركة النجوم في السماء، ويستمتع بإضاءتها وبذلك بالجو الهادئ الجميل الذي يتفرد به الليل.
وإذ به في يومٍ من الأيام وأثناء تأمله السماء، لاحظ القمر يتحرك بشكل غريب قليلًا.
تحول تركيز حُسين للقمر وتابعه عن كثب، حتى فوجئ بصوت يأتيه من الأعلى قائلاً -لماذا يا حُسين تنظر إلينا كل ليلة متفحصًا ؟-.
لم يعرف حُسين من أين اتهاه الصوت، فَهمَّ بسؤاله بصوت مرتفع: من أنت؟.
رد عليه الصوت: أنا القمر، وقد لاحظت شرودك كل ليلةٍ ومراقبتكَ المستمرة لي، ولكل للنجوم أصدقائي، ورغبت بمعرفة سبب هذا الشرود ؟.
اجابه حُسين: أنا خائف.. أنت القمر.. كيف!، أنت جماد ولا تتحدث.
رد القمر: لا، بل أنا أتحدث فقط مع من يحبني، وأنت تحبني أليس كذلك؟.
أجاب حُسين: بالطبع أنا كذلك، وأحبك السماء في الليل، وأحب إطالة النظر لكم متعجباً من جمال صنع الله.
رد القمر: حسنًا، الآن وبسبب حبك لنا سأهديك هدية لم ترى مثلها من قبل.
هم القمر بإسقاط سلم طويل عجيب من السماء، يبدأ من عند حُسين وينتهي عنده.
صعد حُسين السلم مرتبكاً خائفاً، لكنه فرحاً للغاية، وحين وصل حُسين للقمر أخبره: الآن ستتعرف معي على أسرار وغموض الفضاء.
اصطحب القمر حُسين ،في جولة سريعة في السماء، وأراه الكواكب وتعرف على أسمائها وصفاتها. ولكنه فجأة اختل توازنه وصرخ عاليًا وهو يقع من فوق القمر.
ولكنه قبل الاصطدام بالأرض استيقظ من نومه مفزوعاً ، ووجد كل ما رآه كان مجرد حلم جميل.
ولكن هذ الحلم كان بدايةٍ لقرار مهم اتخذه حُسين في حياته، فقد قرر حُسين أن لا يكتفي بتأمل السماء فقط. بل همَّ بالبحث والدراسة، لكي يتعلم ويستكشف المزيد والمزيد عن هذا العالم الواسع لإرضاء فضوله.
استمر حُسين في دراسته وأبحر في بحر علوم الفضاء، حتى أصبح بعد ذلك واحداً من أكبر علماء الفلك في العالم.