download (65)

من أفضل وأجمل قصص عربية أخلاقية على الإطلاق…

يحكى أنه قديما كان هناك رجل في مقتبل عمره يعيش بإحدى القرى.

وكان ذلك الشاب يتيما، يعيش وحيدا، وكان يملك قطعة كبيرة من الأرض قد ورثها عن والده.

كان الشاب يعمل جاهدا في زراعة الأرض، وكان يدخر المال الفائض عن حاجته.

كان يحلم الشاب بشراء قطعة الأرض المجاورة لأرضه، وأن يقوم بزراعتها مع أرضه.

وكان لا يدع من جهده جهدا، ولا يشعر بالتعب ولا الكلل على الرغم من شدة تعبه من كثرة الأعمال.

تغلب على الصعاب:

كان الشاب يقوم بكافة الأعمال المطلوبة بأرضه لرغبته في جمع المال اللازم لشراء الأرض.

وكانت الصعاب التي تواجهه، أن مالك الأرض يعيش حياته على إقراض أهل القرية الأموال.

ومن ثم استعادتها في وقت لاحق متفق عليه، وإن أخل المقترض بالاتفاق يقتلع منه أرضا أو منزله.

قرار مصيري:

وبيوم من الأيام قرر الشاب أن يذهب لمالك قطعة الأرض، وأن يخبره بأنه يريد شرائها.

كان حينها قد تمكن من جمع المال اللازم لشرائها.

ولكن من حديث الشاب أيقن المالك مدى رغبته البالغة في شرائها مهما كان الثمن.

فقام المالك بطلب سعر في الأرض يفوق السعر الذي تستحقه بأربعة أضعاف.

صدم الشاب من هذا السعر المطلوب، واندهش كثيرا.

فقال له المالك: “إن لم تكن تمتلك المال كاملا، فيمكنك حينها أن تعطيني المال الذي بحوزتك، وتكتب لي صكاً ببقية المال يضمن لي حقي”.

مراوغة واحتيال:

قال الشاب للمالك: “لقد كتبت لك سند أمانة يكلف لك حقك، ولكنك لماذا لم تكتب لي ما أضمن به حقي؟!”

فقال المالك بمكر ودهاء: “سأقوم بذلك بكل تأكيد، ولكن عندما تقوم بدفع بقية المال”.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن الشاب كان يشعر بسعادة شديدة، لتمكنه أخيرا من شراء قطعة الأرض التي لطالما حلم بها.

جد واجتهاد:

عاد الشاب لمنزله، وشرع في كل يوم بتطوير قطعة الأرض الجديدة وإعدادها للزراعة.

وبالفعل مرت الأيام وازدهرت قطعة الأرض، فقد جعلها مثيلا بقطعة أرضه التي عمل عليها لسنوات طوال.

كان مالك الأرض القديم يشغله الشاب، وبيوم من الأيام حمل نفسه وذهب عنده ليراقب ما يفعل من بعيد.

وهناك وجد المالك القديم الشاب وهو يتصبب عرقاً من كل مكان بجسده، وهو يقوم بحراثة أرضه.

الجزاء من جنس العمل:

وبينما كان الشاب يحرث بكل جهده اصطدم المحراث وعلق بشيء ما بالأرض.

أوقف الشاب الحراثة وأتى بالمجرفة، وأخذ يحرف بالأرض ليتبين الأمر.

أما عن المالك فقد انتابه الفضول فاقترب كثيرا ليرى ما الذي يجري.

وإذ فجأة يخرج الشاب من قلب الأرض جرتين ذهب، فرح بهم كثيراً.

وكان المالك من بعيد يرقب كل ذلك، وشعر بالجشع مما يحدث.

وكان من الشائع ببلادهم، ومن المعتقدات المسلم بها أن من يحصل على الذهب فهو محظوظ للغاية.

اقترب المالك من الشاب وشرع في شجار عنيف معه، ليأخذ الذهب منه.

ولكن الشاب أبى أن يعطيه إياه، وقرر الذهاب معه للقاضي ليحكم بينهما بالعدل.

القاضي وخداع المالك:

وأول ما وصلا للقاضي سرعان ما تحدث المالك للقاضي متأثرا: “يا سيدي القاضي، إن هذا الشاب قد استأجرته ليحرث لي الأرض.

وقد وجد هذا الذهب، ويقول علي كذبا وافتراءً أنه قد اشترى مني الأرض.

يريد أن يحصل على كل شيء!

لقد جئتك إليك يا سيدي القاضي لتنصفني، وتأخذ لي بحقي منه”.

انزعج الشاب وانصدم من كلامه الذي لا يحوي إلا كذبا وجورا عليه، وقال للقاضي: “يا سيدي القاضي كل ما قاله كذب، لقد اشتريت منه قطعة الأرض حقا”.

فنظر إليه القاضي وسأله: “وهل لديك دليل حقا على شرائك قطعة الأرض منه؟”

انتاب الشاب القلق وسيطر عليه شعوره بالظلم والخوف، فقام بسرد كل ما حدث معه للقاضي، وكل ما فعله معه مالك الأرض.

فطنة القاضي:

أيقن القاضي ما يدور ببال المالك، ولكنه في الواقع تظاهر بأنه سيساعده، وينصفه ويأخذ بحقه من الشاب.

قال القاضي أمام الجميع: “انظر أيها الشاب من الواضح أن هذا المالك رجل محظوظ، إذ وجدت الذهب في أرضه، لذلك فالذهب من نصيبه”.

فقام الشاب على الفور بتسليم الذهب للمالك، دون أن يتفوه بكلمة واحدة.

وفي صباح اليوم التالي ذهب القاضي ومعه رجال لمنزل المالك، وأثناء سيره انتشر الخبر في الباد كالنار في الهشيم.

 

الاعتراف بالحقيقة:

قال القاضي للمالك: “اشهدوا جميعا، لقد جاءني هذا الرجل البارحة وكذب علي بخصوص أنه قد وجد ذهبا بأرضه.

قصص عربية أخلاقية بعنوان القوى السحرية!

ففر المالك وأخرج الصك الذي قد حرره له الشاب من داخل منزله.

رد الحقوق لأصحابها:

قال القاضي: “إنك حقا لكاذب ومخادع، لقد أردت أن تستغل طيبة قلب الشاب المسكين الذي قد ائتمنك.

لقد شككت بكلامك وحديثك من أمس، ولكني أردت أن أثبت كل شيء بالدليل.

الأرض ملك الشاب، والذهب أيضا، فإنه ليس بمسروق.

الشاب حظه طيب لأنه ذو قلب طيب، محب لعمله ومداوم عليه”.

ثم نظر للمالك بشدة: “أرأيت إن ضايقته ثانية، أو ضايقت أحدا من العامة!

سأحرص بنفسي على معاقبتك، وإنزال أقسى العقوبات عليك”.

وقبل أن ينصرف تمنى للشاب حياة طيبة هنيئة.

ما رأيك بقصتنا الجميلة التي تعد من أفضل قصص عربية أخلاقية بمكتبتنا؟!

يهمنا رأيك والإدلاء به، وإن وجدت قصص عربية أخلاقية يسعدنا أن تشاركنا بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content