قصة العد التنازلي
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!
هذه القصة من حصريات موقع قصص
كان الهواء ثقيلاً في غرفة العمليات المليئة بالشاشات التي تراقب كل شبر من المدينة. جاسم، خبير تفكيك القنابل، كان يقف بجوار زملائه في قسم الطوارئ، عندما دق الهاتف فجأة. ارتفع الأدرينالين في عروقه قبل أن يلتقط السماعة. على الجانب الآخر من الخط، صوت متوتر لرجل أمني:
“لدينا قنبلة موقوتة في المجمع التجاري الرئيسي. هناك عشر دقائق قبل الانفجار.”
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعامل فيها جاسم مع موقف خطير، لكنه شعر بأن هناك شيئاً مختلفاً هذه المرة. ألقى نظرة سريعة على ساعته، ثم نظر إلى زملائه، وقال بصوت حازم:
“انطلقوا. كل ثانية تهم.”
توجه الفريق بسرعة إلى المجمع التجاري وسط المدينة. كانت الشوارع مزدحمة بالسيارات المتوقفة بشكل غير منظم بعد أن تم إخلاء المنطقة. صوت سيارات الشرطة والإسعاف يملأ المكان، لكن تركيز جاسم كان مصبوبًا على شيء واحد فقط: القنبلة. عندما وصلوا، توجه مباشرة إلى المكان الذي حددوه في التقرير.
في منتصف المجمع، على الطابق الأرضي بين المتاجر الفاخرة، كانت القنبلة. صندوق أسود صغير، لكنه كان يحوي قوة قادرة على تدمير كل ما حوله. ركع جاسم أمامه وأخرج أدواته.
“سبع دقائق!” صرخ أحد أفراد الفريق.
يداه كانت ثابتتين، لكن قلبه ينبض بسرعة لا مثيل لها. بدأ بفحص الأسلاك المتشابكة، وكان هناك العديد منها، كل واحد بلون مختلف. هذا النوع من القنابل يعتمد على خداع الخبراء، حيث أن قطع السلك الخاطئ قد يتسبب في الانفجار فوراً.
بينما كان يتفحص الجهاز، لاحظ شيئاً غريباً. كانت هناك دائرة إضافية لم يكن لها وجود في القنابل التقليدية. لقد كانت مصممة خصيصاً لتربك أي شخص يحاول فكها. ابتسم بخفة وقال في نفسه: “لعبة ذكية.”
“خمس دقائق!” جاءت الصرخة مرة أخرى من الخلف.
التوتر بدأ يشتد في الأجواء، وبدأ عرقه يتصبب من جبينه. حاول التركيز على الأصوات الداخلية في رأسه، كل خطوة مدروسة بعناية. مد يده ببطء نحو السلك الأحمر، لكنه توقف فجأة.
“انتظر…” تمتم لنفسه.
أعاد النظر في النظام مجدداً. تذكر شيئاً كان قد تعلمه في أحد التدريبات المتقدمة. إنه ليس السلك الأحمر، بل الأزرق هو المفتاح في هذا النوع من القنابل. لكن الوقت يمر بسرعة، ولا مجال للخطأ.
“ثلاث دقائق!” صرخة أخرى.
توقف الزمن للحظة. تنفس جاسم بعمق، ثم قطع السلك الأزرق. لثانية واحدة فقط، شعر أن كل شيء سيتوقف. لكن لم يحدث شيء. الشاشات على القنبلة أضاءت، وتوقفت العد التنازلي.
“نجحنا!” صرخ أحد رجال الأمن.
لكن جاسم لم يتحرك. نظر حوله بتمعن. شيء ما لم يكن على ما يرام. توجه نحو الجزء الخلفي من القنبلة، وهناك، اكتشف قنبلة ثانية، مخفية بعناية.
“هناك قنبلة أخرى!” صرخ.
الوقت الآن أقل من دقيقة واحدة. بدأ جاسم بسرعة في تفكيكها، لكن لم يكن لديه الوقت الكافي لتحليلها. استخدم حواسه وخبرته وحسن الحظ. قطع السلك الأخير قبل خمس ثوانٍ من الصفر.
عم الصمت المكان، وتوقف كل شيء. القنبلة توقفت. نجح جاسم في اللحظة الأخيرة.
ابتسم جاسم بخفة وهو ينهض، مسح العرق عن جبينه. رغم كل التوتر، لم يكن هناك شيء يضاهي شعور إنقاذ الأرواح في اللحظة الحاسمة. كان اليوم مجرد يوم آخر في حياة جاسم، الخبير الذي دائمًا ما يواجه المستحيل وينتصر عليه.
النهاية
انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستمتع غيرك.
ادارة موقع قصص.