قصة الطريق الذي لا يتنهي

0
قصة الطريق الذي لا يتنهي

 اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

كانت ليلة حالكة، والهواء البارد يتسلل إلى العظام. تجمع الأصدقاء الأربعة، سالم، وسام، يوسف، وعادل، في سيارة قديمة قرروا استخدامها للوصول إلى مدينة بعيدة حيث ينتظرهم مخيم طالما خططوا له منذ أسابيع.

الطريق الذي اختاروه كان مختصرًا، أو هكذا ظنوا. عبر تطبيق الخرائط، ظهر طريق جانبي مهجور، غير معبد بالكامل، لكنه يعد بتوفير ثلاث ساعات من القيادة. كان سالم، قائد المجموعة، متحمسًا لتجربة الطريق الجديد، أما البقية فلم يكن لديهم اعتراض.

بعد ساعة من القيادة على الطريق الجانبي، لاحظوا أن شيئًا ما ليس على ما يرام. الطريق كان مستقيمًا بلا نهاية، كأنه يطول كلما تقدموا. الإشارات الطرقية اختفت، والعتمة أصبحت ثقيلة بشكل مزعج. وسام، الذي جلس بجوار السائق، قال بنبرة ساخرة محاولًا تخفيف التوتر:
“ربما دخلنا بوابة إلى عالم آخر!”

لكن أحدًا لم يضحك.

البداية الغريبة

عندما مرت ثلاث ساعات، لم يصلوا إلى أي تقاطع أو معلم يدلهم على وجهتهم. حاولوا العودة، لكنهم صُدموا عندما وجدوا أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة. الطريق لم يتغير، لكنه بدا وكأنه يعيد تشكيل نفسه ليحبسهم فيه.

ثم بدأت الظواهر الغريبة.

في البداية، كانت الأمور بسيطة: أغاني الراديو تغير محطاتها بشكل عشوائي لتبث أصوات همسات مشوشة. ثم لاحظ عادل أن عداد الوقود الذي كان ممتلئًا عند الانطلاق بدأ ينخفض بوتيرة غير طبيعية.

يوسف، الذي كان في المقعد الخلفي، قال بصوت مرتعش:
“هل لاحظتم أن القمر لا يتحرك؟”

رفعوا أنظارهم. القمر كان ثابتًا في مكانه، كما لو كان يراقبهم.

التغيرات الغامضة

عندما قرروا التوقف للتحقق من الإطارات، ظهرت سيارة سوداء قديمة خلفهم من العدم. كانت المصابيح الأمامية مطفأة، لكنها تبعتهم عن قرب. رغم السرعة التي حاول سالم زيادتها، كانت السيارة تظل على نفس المسافة.

صرخ وسام:
“زد السرعة! إنه يلاحقنا!”

لكن سالم أجاب وهو يضغط دواسة الوقود:
“لا أستطيع! كأن الطريق يقيدنا!”

مرت دقائق كالدهر، والسيارة السوداء توقفت فجأة، لكنها لم تكن النهاية.

الانعزال التام

مع بزوغ فجر رمادي مخيف، قرروا التوقف والبحث عن مساعدة. لكن الغابة المحيطة بالطريق كانت مظلمة بشكل غير طبيعي. عندما نزلوا من السيارة، شعروا وكأن شيئًا يراقبهم من بين الأشجار.

وجدوا لافتة قديمة على جانب الطريق، كتبت عليها عبارة غامضة:
“من يدخل هنا لا يخرج أبدًا. استمر حتى النهاية أو استعد لفقدان روحك.”

ارتجفت أيديهم وبدأت أصوات غريبة تهمس حولهم، كأن الغابة نفسها تحاول إقناعهم بالاستسلام.

الحقيقة المرعبة

قرروا العودة إلى السيارة، لكنهم وجدوا باب السائق مفتوحًا والمقعد مغطى برموز غريبة محفورة. بدأ يوسف يفقد أعصابه وصرخ:
نحن في فخ! الطريق يريدنا أن نبقى هنا!”

بينما حاول سالم تهدئته، ظهرت سيارة سوداء أخرى، لكنها هذه المرة توقفت أمامهم. الباب الأمامي فتح ببطء، ولم يخرج أحد.

اقترب وسام بحذر، وعندما ألقى نظرة إلى الداخل، رأى انعكاسًا غريبًا له ولرفاقه، لكنهم بدوا ميتين، بعيون فارغة ووجوه شاحبة.

صرخ عادل:
“اركبوا السيارة! يجب أن نغادر الآن!”

لكن الطريق لم يتركهم. كلما تحركوا، ظهرت نفس اللافتة الغامضة، كأنهم يلتفون حول نفس النقطة.

بدأت أصوات الهمسات تصبح أعلى وأكثر وضوحًا. الآن أصبحت تسميهم بأسمائهم، وتحثهم على البقاء.

في النهاية، اختفى يوسف بشكل غامض عندما توقفوا مرة أخرى. بحثوا عنه لساعات، لكن دون جدوى. تركوا سيارتهم وقرروا السير على الأقدام، لكن الغابة لم تكن أقل وحشية من الطريق.

بعد أيام، عثر عليهم فريق إنقاذ، لكنهم كانوا فقط ثلاثة، مصابين بالهذيان. عندما سُئلوا عن يوسف، قالوا جميعًا إنه “اختار البقاء.”

لكن الغريب أن فريق الإنقاذ لم يعثر على أي طريق أو غابة في تلك المنطقة، فقط أرض جرداء لا نهاية لها!

 

النهاية

 

انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع  info@qesass.net.
إدارة موقع قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content