سمكة

ان هناك سمكة صغيرة تم اصطيادها ووضعها في وعاء زجاجي صغير، على ضفة شاطئ من شواطئ البحر، شعرت السمكة بالحزن الشديد، لأنها بعد أن كانت في بحر كبير شاسع لا نهاية له، أصبحت الآن في وعاء ضيق لا تستطيع الحركة فيه، ولا تستطيع رؤية البحر ولا أن تسبح فيه.

كل هذا بسبب طفل صغير قام باصطيادها ووضعها في وعاء زجاجي ضيق، ثم  جاءت أسرة الطفل وأخذته وترك الطفل الوعاء الزجاجي ورحل، وظلت السمكة في الوعاء تفكر وتفكر لعلها تجد حلا لمشكلتها العويصة، وهي الخروج من الوعاء الزجاجي والعودة للبحر.

حاولت السمكة القفز عدة مرات، لكي تخرج من الوعاء الزجاجي، لكن خطتها الأولى فشلت فكانت تصطدم بحافة الوعاء وتعود بداخله مرة أخرى، وفجأة أتى طائر البلبل ووقف بجانب الوعاء الزجاجي.

فقد كان البلبل يراقب السمكة من بعيد، لكنه ظن أنها تلعب فقط في داخل الوعاء، وقال البلبل للسمكة عليك الدوران ثم القفز أيتها السمكة، فقالت السمكة دعني في مشكلتي لو سمحت أيها البلبل، فقال البلبل: مشكلة أي مشكلة ؟، فقالت السمكة: أنا هنا بسبب ولد صغير اصطادني ثم تركني ولم يعدني لماء البحر، أنا أريد أن أعود لماء البحر، فأنا جائعة وأخشى أن أموت هنا بسبب الجوع.

أعتذر البلبل من السمكة بسبب أنه ظن أنها تلعب وتلهو فقط، وعرض البلبل على السمكة المساعدة، قال البلبل للسمكة أن فتحة الوعاء الزجاجي ضيقة، وأنت أكبر حجما مني أيتها السمكة، وبهذا لا أستطيع إخراجك والقيام بحملك.

قالت السمكة أنه فعلا أمر محير للغاية أريد حقا العودة للبحر، فالبحر عشق وحرية، شعر البلبل بالحزن على حال السمكة، وسكت البلبل والسمكة يفكران في حل آخر، قال البلبل سأعود مرة أخرى أيتها السمكة المسكينة.

ولما طار البلبل وجد سرب من الحمام فطار نحوهم ونادى عليه، وأخبرهم بأمر السمكة المسكينة وطلب منهم المساعدة، من أجل تحرير السمكة من سجنها الزجاجي الذي وضعت فيه، ووحدتها المؤلمة.

وافق سرب الحمام على مساعدة السمكة المسكينة، وأتجه سرب الحمام والبلبل إلى مكان الوعاء الزجاجي الذي فيه السمكة، وتجمع الحمام والبلبل حول الوعاء الزجاجي وحملوا الوعاء الزجاجي بمناقيرهم، طاروا وهم يحملونه حتى وصلوا فوق منتصف البحر تماما.

ثم قاموا برمي الوعاء الزجاجي في منتصف البحر، فخرجت السمكة من الوعاء الزجاجي بمجرد ارتطام الوعاء بالماء، خرجت السمكة من الوعاء الزجاجي وهي في غاية من السعادة، وظلت تسبح بفرح وسعادة.

ثم قامت السمكة بالقفز قفزة قوية وقالت بصوت عالي شكرا جزيلا أيها الحمام الطيب، شكرا جزيلا أيها البلبل الكريم، لقد ساعدتموني كثيرا، لن أنسى أبدا ما فعلتموه من أجل مساعدتي، قالت السمكة هذا الكلام وهي في غاية الامتنان، ثم غطست تحت سطح الماء، وهي تضحك وتغني وتلعب وهي سعيدة بعودتها للبحر، وتمتعها بالحرية والتي هي أغلى الكنوز والثروات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content