قصة الزمن المكسور

 اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

عام 2179، كانت البشرية قد وصلت إلى نقطة فاصلة في تقدمها العلمي والتكنولوجي. بعد قرون من الحرب على الأرض، توصلت الدول الكبرى إلى اتفاق عالمي: إنشاء أسلحة تقاتل عبر الزمن ذاته. تم إطلاق برنامج “توموس” في سرية تامة، وهي عبارة عن أسلحة تكنولوجية جديدة تسمح للجنود بالانتقال بين لحظات مختلفة من التاريخ. لكن لم يكن أحد يتخيل أن هذه الاكتشافات قد تجلب المأساة للبشرية.

في قلب مركز الأبحاث العالمي، بدأ العلماء في تطوير أول سلاح زمني، والذي أطلقوا عليه “الرمز الأزرق”. كانت المهمة هي إرسال الجنود إلى لحظات حاسمة في الزمن، حيث يمكنهم تغيير مسار التاريخ لصالح البشر. ولكن لم يمر وقت طويل قبل أن يتضح أن هذه التكنولوجيا ليست دون مخاطر.

في البداية، بدأ الأمر كحرب خفية. بدأ الهجوم على الحروب الكبرى في الماضي، مثل الحروب العالمية. مع مرور الوقت، اكتشف الأعداء هذه القدرة، وبدأوا في تكنولوجيا مماثلة، وتطور الصراع إلى حرب بين الزمن والأزمنة.

 

ماركوس، الذي كان قائدًا عسكريًا بارعًا في القوات الخاصة قبل أن يُسحب من تقاعده، يجد نفسه مجددًا في قلب هذه الحرب غير التقليدية. كانت مهمته واضحة: إيقاف الهجمات المتتالية عبر الزمن التي تهدد وجود البشرية نفسها.

“نحن لا نقتتل من أجل الحاضر فحسب”، قال له أحد ضباطه في أول اجتماع له معهم. “بل نحن نقتل المستقبل والماضي معًا.”

لكن ماركوس كان يرفض الفكرة بأن بإمكانهم حقًا تغيير الماضي أو المستقبل دون أن يدفعوا الثمن. ومع مرور الوقت، أصبح يعاني من قلق عميق؛ هل التغييرات التي يحدثها في الماضي هي نفسها التي ستؤدي إلى دمار الحاضر؟

 

في إحدى المهام، اكتشف ماركوس وفريقه حربًا عالمية جديدة لم يكن أحد قد سمع بها من قبل. كانت تلك الحرب قد نشأت نتيجة لخلل زمني وقع عندما تم تغيير تاريخ معركة كبرى في عام 2050. بدأت القوة الكبرى التي تقود الهجوم عبر الزمن في السيطرة على المستقبل البعيد. لم يعد الأمر مقتصرًا على محاربة الأعداء في الماضي، بل أصبح الصراع في المستقبل نفسه.

ماركوس علم أن أعداءه يستخدمون نفس الأسلحة الزمنية ضدهم، لكنهم اكتشفوا طريقة جديدة لإصلاح الواقع. ما لم يكن أحد يعرفه هو أن هناك شخصًا في صفوفهم كان يعمل في الظل لتدمير الزمن نفسه.

وبينما بدأ ماركوس يحقق نجاحات صغيرة، كانت لديه شكوك متزايدة حول برنامج “توموس” نفسه. علم من مصدر مجهول أن بعض العلماء الذين يعملون في المشروع قد بدأوا في استخدام أسلحة الزمن لمصالحهم الشخصية. أحد هؤلاء العلماء، الدكتور جوليان، كان قد طور سلاحًا فائقًا يدعى “المتغير الزمني”، وهو قادر على دمج الأزمنة المختلفة في مكان واحد بدلاً من تغيير لحظات زمنية معينة.

وفي إحدى الليالي، عندما كان ماركوس يراجع تقارير مهمته الأخيرة، اكتشف رسالة غامضة تركها له الدكتور جوليان. كانت الرسالة تحتوي على تحذير: “إذا استمر هذا البرنامج، ستفقد كل شيء. الزمن ليس ملكًا لنا.”

كان الصراع في ذروته. تزامن الهجوم الأخير على الكوكب الأرض مع اجتياح جيوش الزمن لماضي البشرية ومستقبلها. بدأ ماركوس يشعر وكأن كل شيء ينهار حوله، لكن سرعان ما اكتشف الحقيقة المروعة: الدكتور جوليان هو من يقف وراء كل الفوضى.

كان الدكتور قد استولى على سلاح “المتغير الزمني” وبدأ في استخدامه لإنشاء “زمن مثالي” يضمن فيه حكمه المطلق. بدأ ماركوس وفريقه في مطاردة الدكتور عبر الزمن، في محاولة لوقفه، لكنهم كانوا يواجهون تحديات لم تكن في الحسبان. كان التاريخ يتغير أمام أعينهم، وفي كل مرة يعيدون المعركة إلى نقطة البداية، يظهر شيء جديد يغير مسار الأحداث.

في المواجهة النهائية في الزمن المكسور، اكتشف ماركوس أن الحل الوحيد لإنقاذ البشرية هو إغلاق بوابة الزمن للأبد. يجب أن يتخذ قرارًا صعبًا: إما أن يترك الزمن مفتوحًا ويستمر في الحرب بلا نهاية، أو أن يضحي بالحاضر والمستقبل لإنقاذ الماضي.

مع كل خطوة يقترب منها إلى الحقيقة، يتضح أن المأساة الحقيقية تكمن في ما سيخسره من أجل حماية الجميع. وفي اللحظة الأخيرة، بعد مواجهة شرسة مع الدكتور جوليان، قام ماركوس بتدمير المتغير الزمني، مما أدى إلى إغلاق بوابة الزمن إلى الأبد.

لكن هذا القرار لم يكن دون ثمن. الزمن نفسه أصبح غير مستقر، والواقع بدأ ينهار. في لحظة ما، بدأ ماركوس في الشعور أن ذاكرتهم وحياتهم قد بدأت تتلاشى، كما لو أن الزمن لم يكن موجودًا أبدًا.

 

النهاية

 

 

انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع  info@qesass.net.
إدارة موقع قصص

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content