قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي ج8

0
maxresdefault-2

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.

 

فأعطاه الفتى الصولجان، وأمسكه الثاني بين يديه متحيرا وفي حالة ذهول، نظر إليه الفتى وقد كان مازال مختفيا عن الأنظار: “لقد تحول لصولجان بعدما كان سيفا مغروزا أمام بوابة كهف الثعبان الأبيض، أول ما قلقت بواسطته الثعبان الأبيض خرج منه شعاعا مضيئا للغاية أبيض اللون، وأصبح هذا الصولجان الذي بيدك الآن”.

الملك: “أتعلم ما دلالة ذلك؟!”

الفتى: “لا أعلم يا مولاي ما دلالته”.

الملك: “تحوله لصولجان دليل على أنني لست ملكا فحسب بل أصبحت إمبراطورا للبلاد، وأن هذا الصولجان له قوى خارقة تفوق الوصف والخيال، وبسبب كل تلك القوى ستتسع مملكتي ويزدهر الحكم، هذا ما نبأني به الحكيم منذ سنوات طويلة؛ كما أخبرني أن الفتى الذي يأتيني بالصولجان سيكون صهري بعد زواجه من ابنتي الوحيدة، ياااه فكم اشتقت إليها”.

الفتى: “ألك يا سيدي ابنة وحيدة مثل أخيك؟!”

الملك بغضب شديد: “إنها ابنتي أنا، وهو من قام بتربيتها، لقد ولدتها زوجتي وقد كنت بالسجن اللعين هنا، وتوفيت زوجتي أثناء ولادتها لها، لذلك فابنتي تعتقد أنه والدها وقد رباها، ولكن كل ذلك سيتغير فور خروجي من هنا”.

الفتى: “ولكن أخبرني كيف ستتخلص من كل هذه القيود والأغلال الضخمة والمخيفة في ذات الوقت”.

الملك: “إن هذا الصولجان وحده كفيل بكل ذلك، انظر وسترى”.

أمسك الملك بالصولجان وقربه من فمه وتمتم ببعض الكلمات الغريبة، وبعدها أمر الصولجان بفك وثاقه، خرج نور من الصولجان وبعدها أصبح الملك طليقا حرا؛ تمتم الملك بكلمات غريبة أيضا فأصبح غير مريء، هنا دب القلق والشك بقلب الفتى من جديد، وشعر الملك بذلك فقال: “ما بك، هل عدت لشكوك مجددا، لا تقلق وطمئن نفسك، والآن عد لغرفتك وسأكون دوما بجانبك، واستعد ليوم حافل بالمفاجآت”.

وعلى الفور عاد الفتى لغرفة نومه وأحرق بضعا من وريقات شجرة الصنوبر وأصبح مرئيا، وغاص بنوم عميق.

وفي الصباح الباكر استيقظ الفتى على أصوات ضجيج تعم المكان بأكمله، تظاهر الفتى بأنه لا يعرف شيئا من الأساس وأن لا شيء حدث معه على الإطلاق، لقد كانوا حراس الملك يحاصرونه من كل اتجاه، أخذوه مقيد اليدين والرجلين وذهبوا به للملك …

الملك بغضب شديد: “أين كنت آليكس؟”

الفتى: “لقد كنت بغرفتي يا مولاي الملك”.

الملك لجنوده: “بملابس نومه؟!، ألم تخبروني بأنه لم يكن بالأمس بغرفة نومه؟!”

رد على الفور قائد الفرسان: “نعم يا مولاي وقد تأكدت من ذلك بنفسي”.

الملك: “فكيف وهو يقف أمامي بملابس نومه، وأنتم قد أحضرتموه من غرفة النوم خاصته؟!”

الفتى: “أنا سأخبرك يا مولاي، ولكن لطفا لا تسخر من أمري”.

الملك بتعجب شديد: “تكلم”.

الفتى: “ليلة أمس سمعت ضجيجا مفزعا، فاعتقدت أن العدو قد هجم على القصر والبلاد بأكملها فدخلت أسفل السرير مختبئا، وعندما زال الضجيج صعدت إليه مجددا ولم أشعر بنفسي عندما غلبني النعاس”.

الملك: “ماذا تقول؟!، عدو بداخل قصري وبوجودي، إنها لم تحدث ولن تحدث مهما بلغت قوى أعدائنا؛ ولكن آليكس كل هذا الضجيج أمس كان بسببك أنت”.

الفتى: “ماذا بسببي أنا؟!، وماذا فعلت يا مولاي، لقد قمت بكل واجباتي أمس ولم أخطأ بشيء على الإطلاق”.

الملك: “لقد أخذت خاتمي المفضل”.

الفتى: “خاتمك المفضل لقد وضعته بخزانة ملابسك أمامي يا مولاي”.

على الفور نهض الملك من مكانه وتوجه لغرفته الخاصة وتفقد خزانة ملابسه، في هذه الأثناء دخل خلفه قائد الفرسان وقد بدت على وجهه ابتسامة الخبث للفتى، وكأنه أيقن أخيرا بهزيمة الفتى وانتصاره وأن رقبته أوشكت على الانفصال من جسده.

ولكن عندما دخل للملك وجده يتفقد خاتمه بإصبعه، وعندما رأى قائد فرسانه قال: “لقد وضعته بخزانة ملابسي وبالتأكيد قد نسيت ذلك”.

القائد بذهول وخوف شديدين: “هذا مستحيل!”

على الفور عزم القائد على الرحيل لأنه أيقن أن الفتى ساحر وأنه مثلما علم بمكان الخاتم سيعلم بمن ورائه ومن دبر له المكيدة، وحينها سيكشف أمره وتقدم رقبته جزاءا لما فعل …

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content