قصة الأب البخيل وابنه الصغير

0

كان هناك رجلا اشتهر ببخله الشديد وبمعاملته الحادة حتى مع ابنه الصغير والوحيد، وبيوم من الأيام جاء الابن من المدرسة يطلب من والده بكل أدب أن يشتري له كرة ولكن الأب من شدة بخله أخبر ابنه بأن عليه أن ينجح أولا بعامه الدراسي؛ انتظر الابن انتهاء العام الدراسي وفور ظهور النتيجة هم بأسرع ما لديه ليخبر والده عن نجاحه ليفي بوعده، وبالفعل وجد الأب قد جلب كرة ولكنها قديمة وعاتية وتحتاج للنفخ .

وعندما سأله الابن عن نفخها حتى يتمكن من اللعب بها أخبره والده بأنه سينفخها له إن نجح بالعام القادم؛ انتظر الابن عاما آخر وبالفعل بأول ظهور للنتيجة وبنجاحه فر مسرعا ليبلغ والده بأنه قد وفقه الله سبحانه وتعالى واستطاع أن يكون من الأوائل وطلب منه راجيا أن يفي بوعده وينفخ له الكرة حينها أشار عليه الأب البخيل بأن يبحث عن جار لهم لديه منفاخ فيستعيره بضعة دقائق حتى يتمكن الأب من نفخ الكرة وبالتالي لن يغرم شيئا .

بحث الابن الصغير بالشارع وبالشوارع الموازية ولكنه رجع حزينا أسفا حيث أنه لم يجد منفاخا عند أي أحد، وعندما عاد أخبر والده بذلك فقال الأب: “هكذا ليس أمامي سوى حل واحد وهو أن أخرج المنفاخ الذي نمتلكه وأنفخ لك به الكرة”، ذُهل الابن عندما رأى منفاخا في بيتهم فقد تعب كثيرا في البحث عليه عند عشرات الأشخاص الذين يعرفهم أو لا يعرفهم، وهنا من شدة فضبه من والده أخبره شيئا: “هل تعرف يا والدي أن مدرستنا اشتركت في مسابقة للعب الكرة، وقد وقع علي الاختيار ولو أني تدربت جيدا لأعطوني جائزة مالية قيمة مقدارها 2000 جنيه، ولو أنك يا والدي سمحت لي بالتدرب بالكرة التي طلبتها منك من العام الماضي لكنت أخذت الجائزة هذا العام حيث أنهم استبعدوني من المسابقة لعدم تمرني، أعلمت يا والدي؟!”

استشاط الوالد غضبا من نفسه وحزن حزنا شديدا ولكنه ليس على ابنه وكسرة خاطره ولكن على الجائزة المالية القيمة، فقال: “إن الجائزة تبلغ 2000 جنيه وهذا مبلغ يعادل أضعاف أضعاف أضعاف الكرة التي لم أرد أشترها لابني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *