قصة أحمد وتطبيق “صديق”

0
2e1cf494-4785-4524-ab6d-fe8a80fb253f

كان هناك شاب اسمه أحمد، يعيش في قرية صغيرة. كان أحمد معاقاً منذ ولادته، فلم يستطع المشي أو الحركة بسهولة. كان يعتمد على كرسي متحرك للتنقل، وعلى والديه وأخوته للمساعدة. كان أحمد يحب الدراسة والتعلم، وكان ذكياً ومجتهداً. لكنه كان يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات في حياته. فكان بعض الناس يستهزئون به ويحقرونه بسبب إعاقته، ويقولون له: “أنت لا تستطيع فعل شيء. أنت عبء على الجميع. أنت لا تملك مستقبلاً”.

ولكن أحمد لم يستسلم لهذه الأقوال السلبية، بل كان يرد عليهم بالابتسامة والصبر. وكان يقول لنفسه: “أنا قادر على تحقيق أحلامي. أنا لدي إرادة قوية وثقة بالله. أنا لدي مواهب وقدرات كثيرة. أنا لست عبءاً، بل ثروة”. فكان يستمر في الدراسة والتفوق، ويشارك في الأنشطة والمسابقات المختلفة. وكان يحب الرسم والشعر والبرمجة، فكان يبرع فيها.

وفي يوم من الأيام، سمع أحمد عن مسابقة دولية للابتكارات التقنية، فأراد أن يشارك فيها. فأخذ يفكر في ابتكار شيء مفيد ومبتكر، يساعد الناس على حل مشكلة ما. فتذكر إعاقته، وكيف كان يعاني من صعوبة التنقل والاتصال. فقال: “لماذا لا أبتكر تطبيقاً يساعد المعاقين على التواصل مع الآخرين بسهولة؟”. فأخذ يعمل على تصميم وبرمجة التطبيق، باستخدام مهاراته وخبراته. وبعد شهور من الجهد والعمل، استطاع أن ينجز التطبيق، وأطلق عليه اسم “صديق”.

“صديق” هو تطبيق ذكي، يستخدم تقنية التعرف على الصوت والإشارات. يمكّن المستخدم من التحدث إلى التطبيق بصوته أو بإشارات يده، فيأخذ التطبيق الصوت أو الإشارات، ويحولها إلى نص أو صورة أو رسالة صوتية، ثم يرسلها إلى المستقبل المختار. وبالعكس، يمكن للمستقبل أن يرسل رسالة إلى المستخدم، فيأخذ التطبيق الرسالة، ويحولها إلى صوت أو إشارات، ثم يعرضها على المستخدم. بهذه الطريقة، يمكن للمعاقين التواصل مع الآخرين بسهولة وسرعة، دون حاجة إلى مساعدة أو ترجمة.

أحمد كان سعيداً بانتهاء تطبيقه، فأرسله إلى المسابقة، وانتظر النتيجة. وبعد فترة، تلقى خبراً ساراً. فقد فاز تطبيقه بالمركز الأول في المسابقة، وحصل على جائزة كبيرة. ولم يكن هذا فحسب، بل أصبح تطبيقه مشهوراً ومطلوباً في جميع أنحاء العالم، وحصل على تقييمات عالية وإشادات كثيرة. وأصبح أحمد نموذجاً للنجاح والإبداع والتفوق، رغم إعاقته.

والعبرة من هذه القصة هي: أن الإعاقة ليست عائقاً أو حدوداً للإنسان، بل هي تحدي وفرصة للتميز والإثبات. وأن الإنسان الناجح هو الذي يستغل قدراته ومواهبه في خير نفسه وغيره، ويواجه التحديات بالإيجابية والثقة. فهذا هو السبيل إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content